قلت: وقد جاء عن ابن عباس في قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق} قال: عن شدة في الأمر، والعرب تقول: قامت الحرب على ساق: إذا اشتدت به، ومنه: قد سَنَّ أصحابُك ضَرْبَ الأعناقِ ... وقامت الحربُ بنا على ساقِ وأسند البيهقي في " الأسماء والصفات " ص ٣٤٥ الأثر المذكور عن ابن عباس بسندين كل منهما حسن وزاد: إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه من الشعر فإنه ديوان العرب، ثم أنشد الرجز المتقدم. وأسند البيهقي أيضاً ص ٣٤٦ من وجه آخر صحيح عن ابن عباس قال: يريد القيامة والساعة لشدتها. وأنشد الإمام الخطابي كما في " الأسماء والصفات " في إطلاق الساق على الأمر الشديد: عَجِبتُ من نفسي ومن إشفاقِها ... ومن طرادي الطيرَ عن أرزاقها في سَنَةٍ قد كشفت عن ساقِها وفي " جامع البيان " ٢٩/ ٣٨ للطبري: قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل: يبدو عن أمر شديد. وقال الآلوسي في " تفسيره " ٢٩/ ٣٤ - ٣٥: المراد بذلك اليوم عند الجمهور يوم القيامة، والساق: ما فوق القدم، وكشفها والتشمير عنها مَثَلٌ في شدة الأمر، وصعوبة الخطب، حتى إنه يستعمل بحيث لا يُتصور ساق بوجه، كما في قول حاتم: أخو الحرب إن عَضَّتْ به الحربُ عَضَّها ... وإن شَمَّرتْ عن ساقِها الحربُ شَمَّرا وقال الراجز: عجبت من نفسي ومن إشفاقها ....... وأصله بشمير المخدرات عن سُوقهن من الهرب، فإنهن لا يفعلن ذلك إلاَّ إذا عَظُم الخَطْبُ، واشتدَّ الأمرُ، فيذهلن عن الستر بذيل الصيانة، وإلى نحو هذا ذهب مجاهد وإبراهيم النخعي وعكرمة وجماعة، وقد روي أيضاً عن ابن عباس. أخرج عبد بن =