للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديثُ سَلَمة بن الأكوع، الثابت في صحيح مسلم أنَّ رجلاً أكَلَ بشِمالِهِ عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَال: " كُلْ بيمينك " فقالَ: لا أستطيعُ. فقالَ: " لا استَطعْتَ " مَا مَنعهُ إلا الكبْرُ، قالَ: فما رَفعَها إلى فِيه (١). وهذا الرجلُ صحابيٌّ منْ أهلِ الإسلام، وهو بُسْر بن راعي العِير الأشجعي. ذكره النووي (٢). ومِنْ ذلكَ الحديث: " مَنْ سمعَ رجلاً يَنْشُدُ ضَالَّةً في المسجدِ، فليقُلْ: لا رَدَّهَا الله علَيْكَ، فإنَّ المساجدَ لم تُبْنَ لِهَذا ". رواهُ مسلمٌ (٣) عن أبي هريرة. وروى مسلمٌ أيضاًً عن بُريدة: أنَّ رَجلًا نشد في المسجد، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: " لَا وَجَدْتَ " (٤). ومنه الحديث: " إذَا رَأيْتُمْ مَنْ يبِيعُ أو يبْتَاعُ في المَسْجِدِ، فَقولُوا: لَا أرْبَحَ الله تجارتك " (٥)


= من طريق المعرور بن سويد، قال: لقيت أبا ذر بالرَّبذَة وعليه حُلة وعلى غلامه حُلَّة، فسألته عن ذلك، فقال: إني ساببت رجلاً، فعيّرته بأمه، فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: " يا أبا ذر أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتوهم فأعينوهم عليه " ورواه أحمد ٥/ ١٥٨ و١٦١، وأبو داود (٥١٥٧) والترمذي (١٩٤٥) والبغوي (٢٤٠٢).
(١) هو في صحيح مسلم (٢٠٢١) في الأشربة: باب آداب الطعام والشراب.
(٢) في كتابه الأذكار ص ٢٦٢، وقد ورد اسمه مصرحاً به في رواية الدارمي ٢/ ٩٧، وعبد بن حميد، وابن حبان، والطبراني (٦٢٣٥) من طريق عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أبصر بسر بن راعي العير يأكل بشماله ... قال الحافظ في الإصابة ١/ ١٤٨ تعليقاً على قوله " ما منعه إلا الكبر ": واستدل عياض في شرح مسلم على أنه كان منافقاً، وزيفه النووي في شرحه متمسكاً بأن ابن منده وأبا نعيم وابن ماكولا وغيرهم ذكروه في الصحابة. وفي هذا الاستدلال نظر، لأن كل من ذكره لم يذكر له مستنداً إلا هذا الحديث، فالاحتمال قائم، ويمكن الجمع أنه كان في تلك الحالة لم يسلم ثم أسلم بعد ذلك.
(٣) (٥٦٨) في المساجد: باب النهي عن نشد الضالة في المسجد، ورواه أبو داود (٤٧٣) وأحمد ٢/ ٣٤٩ و٤٢٠، وابن ماجه (٧٦٧) وابن خزيمة (١٣٠٢).
(٤) رواه مسلم (٥٦٩) وابن ماجه (٧٦٥) والطيالسي (٨٠٤) وابن خزيمة (١٣٠١).
(٥) رواه الترمذي (١٣٢١) والدارمي ١/ ٣٢٦، وابن الجارود (٥٦٢) وابن السني (٥٥١) والبيهقي ٢/ ٤٤٧ وإسناده قوي، وصححه ابن خزيمة (١٣٠٧) وابن حبان (٣١٢) والحاكم ٢/ ٥٦، ووافقه الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>