ويضرب في الاستغناء عن ادِّخار الشيء لعدم من يدَّخر له. وقيل: أول من قال ذلك امرأة من عُذرة يقال لها: أسماء بنت عبد الله، وكان لها زوج من بني عمها يقال له: عروس، فمات عنها، فتزوجها رجل من غير قومها يقال له: نوفل، وكان أعسر أبخر بخيلاً دميماً، فلما أراد أن يَظْعَنَ بها، قالت له: لو أذنت لي، فرثيتُ ابن عمي وبكيتُ عند رَمْسه، فقال: افعلي، فقالت: أبكيك يا عروس الأعراس، يا ثعلباً في أهله وأسداً عند البأس، مع أشياء ليس يعلمها الناس. قال: وما تلك الأشياء؟ قالت: كان عن الهمة غير نعَّاس، ويعمل السيف صبيحات البأس. ثم قالت: يا عروس الأغرّ الأزهر، الطيب الخِيم، الكريم المخْبَر، مع أشياء لا تذكر. فقال: وما تلك الأشياء؟ قالت: كان عيوفاً للخنى والمنكر، طيب النكهة غير أبخر، أيسر غير أعسر، فعرف الزوج أنها تُعَرِّضُ به، فلما رحل بها قال: ضُمِّي إليك عِطْرَكِ، وقد نظر إلى قَشْوَة عطرها مطروحة، فقالت: " لا عِطرَ بعد عروس " فذهبت مثلاً. انظر " فصل المقال " ص ٤٢٦ - ٤٢٧، و" المستقصى " ٢/ ٢٦٣ - ٢٦٤، و" مجمع الأمثال " ٢/ ٢١١ - ٢١٢، و" لسان العرب " و" القاموس المحيط " (عرس). (١) ٢/ ٣١٧ من طريق عبد الرزاق (٢٠٠٧٣) عن معمر، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع رجلاً يقول: الشَّرُّ ليس بقدر، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: بيننا وبين أهل القدر {سَيَقولُ الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا} حنى بلغ {فلو شاء لَهَداكُم أجمعين} قال ابن عباس: والعجز والكيس من القدر. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. وأخرجه البيهقي في " الأسماء والصفات " ص ١٧٤ - ١٧٥ من طريق الحاكم. وذكره السيوطي في " الدر المنثور " ٣/ ٣٨٠ وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ.