للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: ٨٢] فإنها تدل على أنه لا يضاف إلى الله ما فيه نقصٌ ولا قُبْحٌ.

ومنه: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: ٥٠] فدل على أن حكم الجاهلية ليس حكماً من الله، فكذلك كل حكمٍ قبيحٍ.

ومنه: {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ} [المائدة: ٥٢].

ومنه: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ} [الأنفال: ٣٢].

ومنه: {وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا} [التوبة: ٥٢] ففرَّق بينهما، والكل بقَدَرٍ سَبَقَ من الله، وأمثالُ ذلك كثير.

وهذا أيضاً في الأحاديث وفي آثار السلف كثيرٌ شهير، وقع في محافلهم المحشودة بجماعاتهم من غير نكيرٍ، واشتملت عليه دواوين الإسلام، وتواليفُ علماء السنة والإسلام، من غير مُناكرةٍ ولا تأويلٍ ولا معارضةٍ، فكان إجماعاًً من ذلك الصدر، إذ لا يُنْقَلُ شيءٌ من إجماعاتهم إلاَّ على هذه الصفة، أو على ما هو دونها، مع إجماعهم (١) على عدم تأويل ما ذكرته من آيات القرآن الكريم، والعادة (٢) تقتضي العلم في مثل ذلك، كما تقدم في آيات المشيئة، فتأمل ذلك.

فمن ذلك ما خرجه البخاري ومسلم في " الصحيحين " وأبو داود والترمذي وغيرهما من أئمة السنة من حديث أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " التَّثَاؤُبُ من الشيطان، يضحك منه إذا قال: ها ".


= الله يشفيك بسم الله أرقيك" أخرجه مسلم (٢١٨٥).
وروي عن عوف بن مالك الأشجعي: كنا نرقي في الجاهلية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " اعرضوا علي رقاكم، فإنه لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك " أخرجه مسلم (٢٢٠٠).
(١) في (ش): اجتماعهم.
(٢) في (ش): والعبادة، وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>