للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولهم من هذا (١) شيء كثير، وهو يدل على أنهم قد يطلقون التوثيق على من يعتقدون فيه الخبث والعصيان.

وبالجملة، فهي قبيحةٌ من العجلي، نادرةٌ مقصورةٌ عليه، وليس الاحتجاج بها على أنهم خوارج، أولى من الاحتجاج بكلام ابن معين وشعبة على أنهم شيعةٌ، بل سائر كلامهم المقدم الصريح في جميع الباب، وإن صح أن العجلي قال ذلك، وقصد به تحسين قتل الحسين عليه السلام كان ذلك جرحاً فيه وفيمن لم يجرِّحه بعد معرفة ذلك، ولا يضر الحديث وأهله العجلي، وطرح حديثه لو كان له حديثٌ، كيف وليس له رواية؟

قال الذهبي في ترجمته في كتاب " التذكرة " (٢): ما علمت وقع لنا من حديثه شيء، وما أظنه روى شيئاً إلاَّ حكايات، حدث عنه ولده صالح بمصنفه في الجرح والتعديل، مات سنة إحدى وستين ومئتين بطرابلس المغرب.

وكما أنه لا يَطَّرِحُ على الزيدية والشيعة والآل قول (٣) من كَفَّر الشيخين، وسبهما من الشيعة مع كثرتهم في الشيعة (٤)، فلا يطرح على أهل السنة قول العجلي مع نُدُوره وشذوذه وتكليف أهل السنة أن لا يوجد فيهم مبطلٌ تكليف ما لا يطاق، وليس قصدي إلا الذب عن السنة النبوية، وأن لا يجعل المبتدع وجود مثل هذا سبباً للتنفير عنها، فكم وُجِدَ من غلاة المتكلمين من الباطل على الله وأسمائه وكتابه، فلم يجعلوا ذلك (٥) مُنَفِّراً عن (٦) علومهم، وأقرُّوا الخطأ على صاحبه.

وقد صرح السيد في رسالته بأنهم شيعة يزيد، وأنهم يصوبون قتل الذين يأمرون بالقسط من الناس، لأنهم بغاةٌ على قولهم.


(١) في (ش). " ذلك ".
(٢) ٢/ ٥٦٠.
(٣) سقطت من (ش).
(٤) بياض في (ش).
(٥) ساقطة من (ش).
(٦) في (ش): " من ".

<<  <  ج: ص:  >  >>