للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويعضد ذلك حديث: " المؤمن والإيمان كمثل الفرس في آخيَّتِه " (١). ذكره ابن الأثير في " النهاية " (٢) وقال: الآخيَّة -بالمد والتشديد-: حبلٌ أو عودٌ (٣) تُشد فيه الدَّابَّةُ ومعناه: أنه يبعُدُ عن ربه بالذنوب، وأصل إيمانه ثابتٌ.

ويدل عليه تفسير ابن عباسٍ اللمم في القرآن باللَّمَّة من الزنى، كما مضى (٤)، مع أنه راوي الحديث في زعم عكرمة.

وفي " صحيح مسلم " و" الترمذي " عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيِّب، عن أبي هريرة، عنه - صلى الله عليه وسلم -: " مثل المؤمن كالزرع، لا تزال الريح تُفيئُه " (٥).

وفي أول كتاب الحدود من " البخاري " (٦) باب لا يشرب الخمر، وقال ابن عباس: يُنزع منه نورُ الإيمان في الزِّنى.

وفي الباب الموفى ثلاثين باباً من المظالم من " صحيح البخاري " (٧)، وهو باب النُّهبى (٨) قال الفربري: وجدت بخط أبي جعفر (٩) قال أبو عبد الله:


(١) أخرجه من حديث أبي سعيد الخدري أحمد ٣/ ٥٥، وابن المبارك في " الزهد " (٧٣)، وأبو يعلى (١١٠٦) و (١٣٣٢)، وابن حبان (٦١٦) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " مثل المؤمن ومثل الإيمان كمثل الفرس في آخِيَّتِه يجول ثم يرجع إلى آخيته، وإن المؤمن يسهو، ثم يرجع إلى الإيمان، فأطعموا طعامكم الأتقياء، وولّوا معروفكم المؤمنين ".
وله شاهد من حديث ابن عمر عند الرامهرمزي في " أمثال الحديث " ص ٧٤.
(٢) ١/ ٢٩ - ٣٠.
(٣) في " النهاية ": " جبيل أو عويد " بالتصغير.
(٤) تقدم تخريجه ص ٢١٧ من هذا الجزء.
(٥) أخرجه مسلم (٢٨٠٩)، والترمذي (٢٨٦٦)، وأحمد ٢/ ٢٨٣ - ٢٨٤، وابن حبان (٢٩١٥). وانظر تمام تخريجه فيه.
(٦) انظر " الفتح " ١٢/ ٥٨.
(٧) برقم (٢٧٤٥).
(٨) تحرفت في الأصول إلى: " البهتان ".
(٩) هو ابن أبي حاتم وراق البخاري. قاله الحافظ في " الفتح " ١٢/ ١٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>