للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرسلاً أخبرناه أبو زكريا العنبريُّ، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا عمر بن محمدٍ، حدثنا زافرُ بن سليمان، عن يحيى بن عبد الملك، عن أنسٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحو الحديث.

وقال ابن الجوزي في الحديث الثالث والستين بعد السِّتِّ مئةٍ من مسند أبي هريرة: أخبرنا أحمد (١)، أخبرنا أزهر بن القاسم الراسبي، أخبرنا هشام، عن عباد بن علي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " ويلٌ للأُمراء، ويلٌ للعُرَفاء، ويلٌ للأُمناء، ليَتَمنَّينَّ أقوامٌ يوم القيامة أن ذوائِبَهم كانت معلَّقةً بالثُّريَّا، يُدَلَّون بين السماء والأرض، ولم يكونوا عَمِلُوا على شيء ".

وروى البخاري وابن ماجه (٢) من حديث أبي حُصينٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " تعسَ عبدُ الدينار والدِّرْهَم والقَطِيفة، طُوبى لعبدٍ آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعثَ رأسُهُ، مغبَرَّةً قدماه، إن كان في الحراسة، كان في الحراسة، وإن كان في الساقة، كان في الساقة، إن استأذن لم يُؤْذَنْ له، وإن شَفَع لم يُشَفَّع " رواه البخاري في الجهاد، وابن ماجة في الرِّقاق، وذكر اختلافاً في رفعه.

وروى البخاري في حديث ابن عباس الذي فيه قصَّتُه قيصر مع أبي سفيان، وفيه أن ضعفاء الناس هم أتباع الرسل (٣)، وكفى بها كرامةً مُرَغِّبَةً في الفقر.

ويشهد لذلك قول الله عز وجل: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: ٦ - ٧]، وكفى بهذه الآية الكريمة مُزَهِّدةً في الغِنى.

وروى البخاري من حديث محمد بن طلحة، عن طلحة، عن مُصعبِ بن


(١) ٢/ ٣٥٢، وصححه ابن حبان (٤٤٨٣)، والحاكم ٤/ ٩١، وأقره الذهبي.
(٢) البخاري (٢٨٨٦) و (٦٤٣٥)، وابن ماجه (٤١٣٥).
(٣) تقدم غير مرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>