رواه الدارقطني في " سننه " ٣/ ١٦ من طريق الحسين بن محمد بهذا الإسناد. قلت: ورواه أحمد ٥/ ٢٢٥ عن وكيع، عن سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مُليكة، عن عبد الله بن حنظلة بن راهب، عن كعب قوله قال الدارقطني بعد أن أخرجه من طريق الفريايي عن سفيان بهذا الإسناد: وهذا أصح من المرفوع. وقال ابن أبي حاتم في " العلل " ١/ ٣٨٧: سألت أبي عن حديث رواه زيد بن الحباب، عن عمران بن أنس قال: سمعت ابن أبي مُليكة يقول: سمعت عائشة تقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الدرهم من ربا أعظم عند الله من سبع وثلاثين زنية ". قال أبي: هذا خطأ رواه الثوري وغيره عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مُليكة، عن عبد الله بن حنظلة عن كعب قوله. ورواه الدارقطني ٣/ ١٦، والطبراني في " الأوسط " (٢٧٠٣) من طريق عبد الله بن عمرو، عن ليث بن أبي سُليم، عن عبد الله بن أبي مُليكة عن عبد الله بن حنظلة رفعه. وليث ضعيف. قلت: والوقف هو الصواب كما قال الدارقطني وأبو حاتم، وقول من قال ممن ينتحل صناعة الحديث في عصرنا: وهذا الموقوف في حكم الرفع، لأنه لا يقال بمجرد الرأي قول ساقط لا وزن له، لأن أهل العلم قيدوا ذلك بأن يكون الواقف من الصحابة، وأن لا يعرف بالأخذ عن الإسرائيليات، وكلاهما منتفيان في هذا الحديث، فإن كعب الأحبار قد أسلم بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقدم المدينة من اليمن في أيام عمر رضي الله عنه، فجالس أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، وحدثهم بأخبار كثيرة متلقاة عن أهل الكتاب مما وجد في صُحَفِهِم، وقد قال فيه معاوية رضي الله عنه كما في " صحيح البخاري " في الاعتصام: باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء: إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يُحَدِّثُونَ عن أهل الكتاب، وإنْ كُنَّا لنبلو مع ذلك عليه الكذب. وقد صح عن عمر رضي الله عنه كما في " تاريخ " أبي زرعة الدمشقي ١/ ٥٤٤ أنه قال له: لتتركن الأحاديث أو لألحقنك بأرض القردة، وأخطأ من زعم =