للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العراق مالوا عليَّ بدنياهم، وإنَّ خليلي - صلى الله عليه وسلم - عَهِدَ إليَّ أنَّ دون جسر جهنم طريقاً ذا دَحَضٍ، وإنا أن نأتي عليه وفي أحمالنا اقتدارٌ، أحرى أن نَنجُوَ، عن أن نأتِيَ عليه ونحنُ مواقير. رواه أحمد (١)، وهو الحديث التاسع والسبعون من مسند أبي ذر في الجامع.

الحديث العاشر: عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه حدَّث عبد الله بن عمر بن الخطاب أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من سَمَّعَ بعلمه، سمَّعَ الله به سامِعَ خَلْقِه، وصغَّره وحقَّره " فذرفَت عينا عبد الله. رواه أحمد (٢) وهو الحديث السادس والسبعون من مسنده في " الجامع "، وليس فيه إلاَّ جهالة الراوي عن عبد الله، وهو تابعيٌّ، مجهولُهم مقبولٌ عند كثيرٍ من أهل العلم في الأحكام، كيف المواعظ. ورواه الطبراني، وسمَّى الرَّجُلَ خيثمة، هو ابن عبد الرحمن (٣).

قال الهيثمي (٤): فبهذا الاعتبار رجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني في " الكبير " رجال الصحيح.

الحديث الحادي عشر: عنه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يدخُلُ الجنة إنسانٌ في قلبه مثقال حبَّةِ خردلٍ من كِبْرٍ ". رواه أحمد (٥). والكِبر: بطرُ الحَق وغَمْصُ الناس " (٦)، كما ورد مرفوعاً، وليس منه محبَّةُ الجمال في الثِّياب، والهيئة، ولكنه قد يكون وسيلةً إلى الكِبْرِ مع الجهل أو الغفلة، ولذلك رُوِي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه


(١) ٥/ ١٥٩. وإسناده صحيح.
(٢) ٢/ ١٦٢ و١٩٥ و٢١٢. وأخرجه أيضاً ابن المبارك في " الزهد " (١٤١)، والقضاعي (٤٨٢) و (٤٨٣)، والبغوي (٤١٣٨).
(٣) وأخرجه من طريق خيثمة عن عبد الله أبو نعيم في " الحلية " ٤/ ١٢٣ - ١٢٤ و٥/ ٩٩.
(٤) في " المجمع " ١٠/ ٢٢٢، وقال الحافظ المنذري في " الترغب والترهيب " ١/ ٦٥: رواه الطبراني في " الكبير " بأسانيد أحدها صحيح، والبيهقي.
(٥) تقدم تخريجه ٢/ ١٢٩ وفي الجزء الرابع.
(٦) تقدم تخريجه ٢/ ١٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>