للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَدْ بَاءَ بِهَا أحَدُهُما " (١)، وفي الحديث الصحيح: " المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ " (٢)، وفي الحديث الصحيح: " لا يَتِمُّ إيمَانُ أحَدِكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ " (٣).

ولقد يَحِقُّ على المرء المسلمِ أنْ يَزُمَّ لسانَه، ويعْلَمَ أنَّ الله سائلُه عن قوله، ومحاسِبٌ له عليه، ومقتصٌّ لِخصومه منه. فَرَحِمَ الله امرءاً قَصَّر مِن لسانه، واشتغل بشأنِه، وأقبل على تلاوة قرآنه، واستقلَّ مِن الجناية على إخوانِه.


(١) أخرجه من حديث ابن عمر: مالك ٢/ ٩٨٤، والبخاري (٦١٠٤)، ومسلم (٦٠)، والترمذي (٢٦٣٩)، وأبو داود (٤٦٨٧).
وأخرجه من حديث أبي ذر البخاريُّ (٦٠٤٥).
وأخرجه من حديث أبي هريرة البخاريُّ (٦١٠٣).
وقوله: " فقد باء بها أحدهما " أي: التزمه، ورجع به، قال الله عز وجل: {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} أي: لزمهم ورجعوا به. قال البغوي في " شرح السنة " ١٣/ ١٣٢: وهذا فيمن كفر أخاه خالياً من التأويل، أما المتأول فخارج عنه.
(٢) أخرجه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: البخاريُّ (١٠)، ومسلم (٤٠)، وأبو داود (٢٤٨١)، والنسائي ٨/ ١٠٥.
وأخرجه من حديث أبي موسى الأشعري: البخاريُّ (١١)، ومسلم (٤٢)، والترمذي (٢٥٠٦)، والنسائي ٨/ ١٠٦ - ١٠٧.
وأخرجه من حديث جابر مسلمٌ (٤١).
وأخرجه من حديث أبي هريرة: النسائي ٨/ ١٠٤ - ١٠٥، والترمذي (٢٦٢٩)، وقال: حسن صحيح، وصححه ابن حِبَّان (١٨٠)، والحاكم ١/ ١٠، ووافقه الذهبي.
(٣) أخرجه من حديث أنس بن مالك بلفظ " لا يؤمن أحدكم .. ": أحمد ٣/ ١٧٦، ٢٠٦، ٢٥١، ٢٧٢، ٢٨٩، والبخاري (١٣)، ومسلم (٤٥)، والنسائي ٨/ ١١٥، ١٢٥، والدارمي ٢/ ٣٠٧، وابن ماجة (٦٦)، وابن حبان (٢٣٤).
وأخرجه ابن حبان (٢٣٥) من طريق ابن أبي عدي، عن حسين المعلم، عن قتادة، عن أنس بلفظ: " لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحب للناس ما يحبُّ لنفسه من الخير "، وهو في البخاري (١٣)، ومسلم (٤٥) (٧٢)، وأحمد ٣/ ٢٠٦ من طريق حسين المعلم به، إلاَّ أنّه عندهم بلفظ " لا يؤمن "، ولفظ المصنف " لا يتم " لم أقف عليه، وهو بمعنى رواية ابن حبان.

<<  <  ج: ص:  >  >>