للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرجا مِنْ حديثِ ابنِ عُمَرَ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يَطْوِي الله عَزَّ وَجَلَّ السَماواتِ يَوْمَ القيامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُهُنَ بِيَدِه اليُمْنَى " (١). وهذا مثلُ الآية على التَّمثيل والتَّخييل. انتهى.

وقال قبلَ هذا: وقال ابن عباس: الَأرْضُ والسماوات كلُّها بِيَمِينِهِ.

وقال سعيد بن جبير: السَّماوات قَبْضَة، والأرْض قَبْضَةٌ. انتهى بحروفه. وفيه التَّصْريحُ بتصحيحِ البخاريِّ ومسلمٍ، إذ لا طريقَ لَهُ إلى تَصْحِيحِ هذِهِ الأخبار إلاَّ ذلِكَ، لتصريحه (٢) بتعذُّر معرفة (٣) ذلِكَ في عَصْرِه، وفيه الرِّواية عَنْ أبي هريرة، وتصحيحه حديثَه، وفيه تصحيحُ مثل هذا منَ المتشابه، وقد وَهِمَ في إيهامِهِ أنَّ الرِّوايَةَ " يطْوِي السمَاءَ " مِنْ دون جَمعٍ، فإنَّ الرِّوايَة " السماوات " رواه البخاري في التفسير، وفي التَّوحيد (٤)، ذكره المزِّيُّ في ترجمة عبد الرحمان بن خالد، عنِ الزُّهري،


= الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وأخرجه البخاري (٦٥١٩) من طريق محمد بن مقاتل، عن عبد الله بن المبارك، عن يونس، عن أبي سلمة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
ونقل ابن خزيمة في " التوحيد " ص ٧١ عن محمد بن يحيى الذهلي أن الحديثين محفوظان يعني عن سعيد وأبي سلمة.
قال الحافظ في " الفتح " ١٣/ ٣٦٧: وصنيع البخاري يقتضي ذلك، وإن كان الذي تقتضيه القواعد ترجيح رواية شعيب لكثرة من تابعه، لكن يونس كان من خواص الزهري الملازمين له.
(١) أخرجه بهذا اللفظ مسلم (٣٧٨٨)، وأبو داود (٤٧٣٢)، وابن أبي عاصم (٥٤٧) من طرق عن عمر بن حمزة، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر.
وأخرجه البخاري (٧٤١٢) من طريق عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، بلفظ: " إن الله يقبض يوم القيامة الأرض وتكون السماوات بيمينه " وانظر " الفتح " ١٣/ ٣٩٧ - ٣٩٨.
(٢) في (ش): للتصريح.
(٣) ساقطة من (ب).
(٤) في الأصول: " ومالك في التوحيد "، وهو خطأ، فالحديث لم يروه مالك، =

<<  <  ج: ص:  >  >>