١٥٥ - قوله: (لاذ مني بشجرة) أي اعتصم مني بها. (فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله) وقد كنت قبل قتله مؤمنًا تستحق الجنة، فصار هو بعد القتل مستحقًّا للجنة. (وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال) ومعلوم أنه قبل قول هذه الكلمة كان يستحق النار. فبعد القتل صرت أنت مستحقًّا لها، وفي الحديث تغليظ شديد في قتل من تكلم بكلمة الإسلام، مهما كانت الظروف تشهد بأنه قالها تعوذًا، ولم يقلها تصديقًا من قلبه. وأن الحكم يجرى على الظاهر، والعبد ليس مكلفًا بمعرفة السرائر، ولا يستبعد أن يفضي هذا التعوذ العاجل إلى التصديق القلبي الكامل، ولاسيما بعد رؤية معاملة المجاهد معه لمجرد تكلمه بكلمة الإسلام.