للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٠٠٠) وَحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَنَسٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ.»

(٠٠٠) وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، وَالْحُلْوَانِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ

عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ» بِمِثْلِهِ.

بَابُ وُجُوبِ صَوْمِ رَمَضَانَ لِرُؤْيَةِ الْهِلَالِ وَالْفِطْرِ لِرُؤْيَةِ الْهِلَالِ، وَأَنَّهُ إِذَا غُمَّ فِي أَوَّلِهِ، أَوْ آخِرِهِ أُكْمِلَتْ عِدَّةُ الشَّهْرِ ثَلَاثِينَ يَوْمًا

(١٠٨٠) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنَّهُ ذَكَرَ رَمَضَانَ فَقَالَ: لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلَالَ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ».

(٠٠٠) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ رَمَضَانَ، فَضَرَبَ بِيَدَيْهِ، فَقَالَ: الشَّهْرُ هَكَذَا، وَهَكَذَا وَهَكَذَا، (ثُمَّ عَقَدَ إِبْهَامَهُ فِي الثَّالِثَةِ) فَصُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ، فَاقْدُرُوا لَهُ ثَلَاثِينَ.»

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ "الشهر هكذا


= والقيام وفعل الخيرات والانكفاف عن كثير من المخالفات، وهذه أسباب لدخول الجنة وأبواب لها (وغلقت أبواب النار) حقيقة أو مجازًا نظير ما مر. وغلق أبوابها لا ينافي موت الكفرة، وتعذيبهم بالنار فيه. إذ يكفي في تعذيبهم فتح باب صغير من القبر إلى النار غير الأبواب المعهودة الكبار. قاله السندي: (وصفدت الشياطين) بالبناء للمجهول من التصفيد، أي شدت وأوثقت بالأصفاد، وهي الأغلال، حقيقة أو مجازًا، يعني أن الشياطين يقل إيذاؤهم وإغواؤهم وتزيينهم الشهوات، أو يعجزون عنها في هذا الشهر، فيصيرون كالمصفدين. ويكون تصفيدهم عن أشياء دون أشياء ولناس دون ناس.
٢ - قوله: (سلسلت الشياطين) أي شدت بالسلاسل حقيقة أو مجازًا حسب ما تقدم. والمراد بالشياطين كلهم، أو مسترقو السمع أو المردة منهم.
٣ - قوله: (لا تصوموا) أي في الثلاثين من شعبان عن رمضان (حتى تروا الهلال) أي هلال رمضان (فإن أغمي عليكم) أي غطي عليكم الهلال بأن حال دون رؤيته غيم أو غبار أو نحوه فلم يظهر (فاقدروا له) بهمزة الوصل، وضم الدال وكسرها، يقال: قدرت الشيء - بتخفيف الدال - وقدرته - بالتشديد - وأقدرته، كلها بمعنى واحد، وهو التقدير، ومن المخفف قوله: تعالى: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (٢٣)} [المرسلات: ٢٣] ومعنى "فاقدروا له" قدروا تمام العدد ثلاثين يومًا، يعني انظروا في أول الشهر واحسبوه ثلاثين يومًا.
٤ - قوله: (ثم عقد إبهامه في الثالثة) فصار مجموع ما أشار بيديه تسعًا وعشرين يومًا (لرؤيته) أي بعد رؤية الهلال، فالضمير للهلال وإن لم يسبق له ذكر، لدلالة السياق عليه.
٥ - قوله: (فإن غم عليكم) بضم الغين وتشديد الميم، أي غطي عليكم الهلال. قال الجزري في النهاية: غم علينا الهلال إذا حال دون رؤيته غيم أو نحوه، من غممت الشيء، إذا غطيته، وفي غم ضمير الهلال، ويجوز أن يكون غم مسندًا إلى الظرف، أي الجار والمجرور، أي فإن كنتم مغمومًا عليكم فأكملوا العدة. انتهى.
٥ - قوله: (فإن غم عليكم) بضم الغين وتشديد الميم، أي غطي عليكم الهلال. قال الجزري في النهاية: غم =

<<  <  ج: ص:  >  >>