٢٥ - قوله: (ابن سلول) يكتب "ابن" مع الألف، ويعرب إعراب عبد الله، لأنه صفة ثان له، فهو عبد الله بن أبي، وهو أيضًا عبد الله بن سلول، أُبي أبوه، وسلول أمه، وكان رأس المنافقين، توفي في ذي القعدة سنة تسع بعد تبوك، وأما ابنه عبد الله بن عبد الله بن أُبي فكان من فضلاء الصحابة، شهد بدرًا وما بعدها، واستشهد يوم اليمامة، ومن مناقبه أنه بلغه بعض مقالات أبيه فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستأذنه في قتله، فقال - صلى الله عليه وسلم -: بل أحسن صحبته. أخرجه ابن منده، أما إعطاؤه القميص فكان تطييبًا لقلب ابنه هذا، وقيل: مكافأة لأبيه الميت، لأنه كان ألبس العباس حين أسر يوم بدر قميصًا (أتصلي عليه وقد نهاك الله عز وجل أن تصلي عليه) المراد بالصلاة الأولى صلاة الجنازة، وبالصلاة الثانية الدعاء له، أي إن الله قد نهاك عن الدعاء والاستغفار للمنافقين، والقصد من صلاة الجنازة إنما هو الدعاء والاستغفار للميت، فكيف تصلي عليه؟ (قال: إنه منافق) جزم بنفاقه لما كان قد ظهر من أحواله مرة بعد أخرى (فصلى عليه) إجراء له على ظاهر حكم الإسلام، ومراعاة لمصالح ابنه وقومه. قال الخطابي: إنما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - مع عبد الله بن أبي ما فعل لكمال شفقته على من تعلق بطرف من الدين، ولتطييب قلب ولده عبد الله الرجل الصالح، ولتأليف قومه من الخزرج، لرياسته فيهم، فلو لم يجب سؤال ابنه، وترك الصلاة عليه قبل ورود النهي الصريح لكان سبة وعارًا على قومه، فاستعمل أحسن الأمرين في السياسة إلى أن نهي فانتهى. ٢٦ - قوله: (فلم تهتش) افتعال من الهشاشة، والهشاشة والبشاشة طلاقة الوجه (ولم تباله) من المبالاة وهي =