للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢٢٠٠) بَابُ لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ

حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: «كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ».

بَابُ جَوَازِ أَخْذِ الْأُجْرَةِ عَلَى الرُّقْيَةِ بِالْقُرْآنِ وَالْأَذْكَارِ

(٢٢٠١) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ «أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا فِي سَفَرٍ، فَمَرُّوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَاسْتَضَافُوهُمْ فَلَمْ يُضَيِّفُوهُمْ، فَقَالُوا لَهُمْ: هَلْ فِيكُمْ رَاقٍ؟ فَإِنَّ سَيِّدَ الْحَيِّ لَدِيغٌ أَوْ مُصَابٌ! فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: نَعَمْ. فَأَتَاهُ فَرَقَاهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَبَرَأَ الرَّجُلُ،

فَأُعْطِيَ قَطِيعًا مِنْ غَنَمٍ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، وَقَالَ: حَتَّى أَذْكُرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ مَا رَقَيْتُ إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ! فَتَبَسَّمَ وَقَالَ: وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ ثُمَّ قَالَ: خُذُوا مِنْهُمْ، وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ مَعَكُمْ».

(٠٠٠) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ، كِلَاهُمَا عَنْ غُنْدَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ: «فَجَعَلَ يَقْرَأُ أُمَّ الْقُرْآنِ وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفِلُ، فَبَرَأَ الرَّجُلُ».

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَخِيهِ مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: «نَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَأَتَتْنَا امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنَّ سَيِّدَ الْحَيِّ سَلِيمٌ، لُدِغَ، فَهَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ؟ فَقَامَ مَعَهَا رَجُلٌ مِنَّا مَا كُنَّا


٦٥ - قوله: (كانوا في سفر) وكانوا ثلاثين رجلًا في سرية عليها أبو سعيد (فمروا بحي) أي بقبيلة، وقد نزلوا بهم ليلًا (فاستضافوهم) أي طلبوا منهم الضيافة (فلم يضيفوهم) بالتشديد عند الأكثر، ويجوز بكسر الضاد مخففًا (فقالوا لهم) يعني لدغ سيد الحي في وقت بعد إنكار الضيافة، فسعوا له بكل شيء ولم ينفعه، فجاءوا هؤلاء وقالوا لهم (لديغ) أفادت رواية الأعمش عند الترمذي وغيره أنه كان قد لدغته العقرب، واستعمال اللدغ في ضرب العقرب مجاز، والأصل أنه الذي يضرب بفيه، مثل الحية، والذي يضرب بمؤخره يقال له لسع (أو مصاب) أي في عقله كما صرح به في رواية النسائي، ولكن هذا شك من هشيم، والصواب أنه كان لديغًا، ولم يكن مصابًا في عقله (فقال رجل منهم) هو أبو سعيد الخدري أمير السرية وراوي القصة (فرقاه بفاتحة الكتاب) وفي رواية الأعمش أنه قرأها سبع مرات (فأعطي قطيعًا من غنم) أي طائفة من غنم، وكانت ثلاثين شاة وفق عدد السرية (فأبى أن يقبلها) في صحيح البخاري في الإجارة وغيرها أن الصحابة اشترطوا ذلك وصالحوا عليه، فليس معنى الإباء عن القبول أنهم لم يأخذوا الغنم منهم، بل معناه أنهم أخذوا، ولكن شكوا في جوازه فتوقفوا عن قسمتها وأكلها حتى يسألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - (وما أدراك أنها رقية؟ ) كلمة تقال عند التعجب من الشيء أو تعظيمه، وعند الدارقطني أنه قال: "شيء ألقي في روعي" (واضربوا لي بسهم معكم) أي اجعلوا لي معكم نصيبًا. وإنما قال - صلى الله عليه وسلم - لهم ذلك تطييبًا لقلوبهم ومبالغة في تأنيسهم.
( ... ) قوله: (ويتفل) بضم الفاء وكسرها، وهو نفخ معه قليل بزاق.
٦٦ - قوله: (سليم) هو اللديغ، سمي بذلك تفاؤلًا، من السلامة، لكون غالب من يلدغ يهلك، وقيل: هو =

<<  <  ج: ص:  >  >>