٧ - قوله: (فليعزم) معنى العزم في الدعاء الجد والجزم في السؤال، وعدم التردد والتعليق فيه، فيجزم الداعي بسؤال مطلوبه، ولا يعلق ذلك بمشيئة الله تعالى، علمًا بأن كل ما يريد العبد فعله أو حصوله فإنه لا يكون إلا بمشيئة الله تعالى. لأن التعليق بقوله "أعطني إن شئت "واغفر لي إن شئت" مثلًا ينبىء عن أن الداعي مستغن عما يسأله من العطاء والمغفرة (فإن الله لا مستكره له) أي لا مكره له، والمراد أن الذي يحتاج إلى التعليق بالمشيئة هو ما إذا كان المطلوب منه يتأتى إكراهه على الشيء، فيخفف الأمر عليه، ويعلم بأنه لا يطلب منه ذلك الشيء إلا برضاه، وأما الله سبحانه فإنه منزه عن ذلك، فليس للتعليق فائدة. ٨ - قوله: (ليعزم المسألة) أي الدعاء والسؤال (وليعظم الرغبة) أي يبالغ في رجاء الإجابة بتكرار الدعاء والإلحاح فيه، ويحتمل أن يراد به الأمر بطلب الشيء العظيم الكثير، ويؤيده قوله (فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه) أي لا يكون عليه عظيمًا، فهو يصنع ما شاء، ويفعل ما يريد. ١٠ - قوله: (لضر نزل به) من مرض أو فاقة أو محنة من عدو أو نحو ذلك من مشاق الدنيا، أما إذا كان ضرًّا أخرويًّا بأن خشي فتنة في دينه فقد قال جماعة من السلف إنه لا يدخل في النهي (فإن كان لابد متمنيًا فليقل ... إلخ) =