للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَجْرَهَا لَعَظِيمٌ».

(١٠٢٠) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَلَفٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنَّهُ نَهَى، فَذَكَرَ خِصَالًا، وَقَالَ: مَنْ مَنَحَ مَنِيحَةً، غَدَتْ بِصَدَقَةٍ وَرَاحَتْ بِصَدَقَةٍ، صَبُوحَهَا وَغَبُوقَهَا».

بَابُ مَثَلِ الْمُنْفِقِ وَالْبَخِيلِ

(١٠٢١) حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ عَمْرٌو: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَثَلُ الْمُنْفِقِ وَالْمُتَصَدِّقِ كَمَثَلِ رَجُلٍ عَلَيْهِ جُبَّتَانِ، أَوْ جُنَّتَانِ

مِنْ لَدُنْ ثُدِيِّهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا، فَإِذَا أَرَادَ الْمُنْفِقُ (وَقَالَ الْآخَرُ: فَإِذَا أَرَادَ الْمُتَصَدِّقُ أَنْ يَتَصَدَّقَ) سَبَغَتْ عَلَيْهِ، أَوْ مَرَّتْ، وَإِذَا أَرَادَ الْبَخِيلُ أَنْ يُنْفِقَ قَلَصَتْ عَلَيْهِ، وَأَخَذَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَوْضِعَهَا حَتَّى تُجِنَّ بَنَانَهُ، وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَالَ: يُوَسِّعُهَا، فَلَا تَتَّسِعُ».

(٠٠٠) حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ أَبُو أَيُّوبَ الْغَيْلَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، - يَعْنِي: الْعَقَدِيَّ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلَ الْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُنَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ، قَدِ اضْطُرَّتْ أَيْدِيهِمَا إِلَى ثُدِيِّهِمَا، وَتَرَاقِيهِمَا، فَجَعَلَ الْمُتَصَدِّقُ كُلَّمَا تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ، انْبَسَطَتْ عَنْهُ حَتَّى تُغَشِّيَ أَنَامِلَهُ وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ، وَجَعَلَ الْبَخِيلُ كُلَّمَا هَمَّ بِصَدَقَةٍ قَلَصَتْ، وَأَخَذَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَكَانَهَا، قَالَ: فَأَنَا رَأَيْتُ


= العين وتشديد السين: القدح الكبير، جمعه عساس كسهام وأعساس كأقفال، والمعنى أن هذه الناقة تعطى ملء قدح لبنا في الصباح وآخر في المساء (إن أجرها لعظيم) خبر مبتدأه قوله: ألا رجل، وصح كونه مبتدأ مع كونه نكرة لتخصيصه بما بعده من الصفة.
٧٤ - قوله: (غدت بصدقة ... إلخ) إما صفة لمنيحة، والخبر محذوف، وهو ما ورد في الحديث السابق من قوله: "إن أجرها لعظيم" وإما قوله: "غدت بصدقة ... إلخ " خبر، أي تسب له صدقة في الصباح وصدقة في الرواح، وقوله: (صبوحها وغبوقها) بيان للصدقة أو بدل عنها فهما مجروران، وقيل: يصح نصبهما على الظرف. والصبوح ما حلب من لبنها بالغداة، والغبوق بالعشي.
٧٥ - قوله: (مثل المنفق والمتصدق) قال النووي: قال القاضي عياض: وقع في هذا الحديث أوهام كثيرة من الرواة وتصحيف وتحريف وتقديم وتأخير، ويعرف صوابه من الأحاديث التي بعده، فمنه "مثل المنفق والمتصدق" وصوابه "المتصدق والبخيل" ومنه "كمثل رجل" وصوابه رجلين عليهما جنتان، ومنه قوله: "جنتان أو جبتان" بالشك. وصوابه جنتان بالنون بلا شك كما في الحديث الآخر بالنون بلا شك، والجنة الدرع، ويدل عليه الحديث نفسه، أي قوله: فأخذت كل حلقة موضعها، وقوله: في الحديث الآخر: جنتان من حديد (جنتان) بضم فتشديد تثنية جنة، وهي كل ما وقى الإنسان، والمراد هنا الدرع (ثديهما) بضم المثلثة وكسر الدال المهملة وتشديد الياء، جمع ثدي بفتح فسكون (إلى تراقيهما) بفتح التاء وكسر القاف جمع ترقوة بفتح التاء وسكون الراء وضم القاف وفتح الواو، هما العظمان المشرفان في أعلى الصدر من رأس المنكبين إلى طرف ثغرة النحر (سبغت عليه) أي اتسعت وانبسطت (مرت) أي ذهبت إلى ما يريده، ولا يحصل ذلك إلا بالاتساع والانبساط، وقيل: هذا تصحيف، وصوابه: مدت، بالدال، أي سبغت وانبسطت (قلصت عليه) أي انضمت وانقبضت جنته عليه (وأخذت كل حلقة موضعها) يعني=

<<  <  ج: ص:  >  >>