للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢١١٨) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ: أَنَّ نَاعِمًا أَبَا عَبْدِ اللهِ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «وَرَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِمَارًا مَوْسُومَ الْوَجْهِ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ قَالَ: فَوَاللهِ

لَا أَسِمُهُ إِلَّا فِي أَقْصَى شَيْءٍ مِنَ الْوَجْهِ، فَأَمَرَ بِحِمَارٍ لَهُ فَكُوِيَ فِي جَاعِرَتَيْهِ، فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ كَوَى الْجَاعِرَتَيْنِ».

بَابُ جَوَازِ وَسْمِ الْحَيَوَانِ غَيْرِ الْآدَمِيِّ فِي غَيْرِ الْوَجْهِ، وَنَدْبِهِ فِي نَعَمِ الزَّكَاةِ وَالْجِزْيَةِ

(٢١١٩) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «لَمَّا وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ قَالَتْ لِي: يَا أَنَسُ، انْظُرْ هَذَا الْغُلَامَ، فَلَا يُصِيبَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَنِّكُهُ. قَالَ: فَغَدَوْتُ، فَإِذَا هُوَ فِي الْحَائِطِ وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ جَوْنِيَّةٌ، وَهُوَ يَسِمُ الظَّهْرَ الَّذِي قَدِمَ عَلَيْهِ فِي الْفَتْحِ.»

(٠٠٠) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يُحَدِّثُ: «أَنَّ أُمَّهُ حِينَ وَلَدَتِ، انْطَلَقُوا بِالصَّبِيِّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَنِّكُهُ، قَالَ: فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِرْبَدٍ يَسِمُ غَنَمًا قَالَ شُعْبَةُ: وَأَكْثَرُ عِلْمِي أَنَّهُ قَالَ: فِي آذَانِهَا».

(٠٠٠) وَحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: «دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِرْبَدًا، وَهُوَ يَسِمُ غَنَمًا، قَالَ: أَحْسَبُهُ قَالَ: فِي آذَانِهَا.»


= أنهم كانوا يجعلون في البهيمة علامة يميزونها بها عن غيرها، وكانوا يجعلونها بالكي عمومًا. ولذلك لعن الواسم في الوجه في الحديث الآتي.
١٠٨ - قوله: (قال: فوالله لا أسمه ... إلخ) أي قال ابن عباس (إلا في أقصى شيء من الوجه) أي في أبعد موضع من الوجه (في جاعرتيه) هما طرفا الورك المشرفان مما يلي الدبر، ومعلوم أنهما أبعد شيء من الوجه في جسد الحيوان.
١٠٩ - قوله: (عن محمد) أي ابن سيرين (لما ولدت أم سليم) أي ابنها عبد الله بن أبي طلحة، وهو أخو أنس لأمه (يحنكه) من التحنيك، وهو مضغ الشيء ووضعه في فم الصبي ودلك حنكه به، يصنع ذلك بالصبي ليتمرن على الأكل ويقوى عليه، وأولاه التمر، فإن لم يتيسر فالرطب، وإلا فشيء حلو، والعسل أولى من غيره (وعليه خميصة) هي كساء من صوف أو خز أو نحوهما، مربع له علمان أو أعلام، قيل: لا تسمى خميصة حتى. تكون سوداء معلمة (جونية) بفتح الجيم، نسبة إلى بني الجون قبيلة من الأزد، أو إلى لونها من السواد أو البياض أو الحمرة، لأن العرب تسمي كل لون من هذا جونًا، ولكن الأشهر فيه أنه الأسود، وقيل غير ذلك، واختلف في رواية هذا اللفظ وضبطه، فقيل ما تقدم، وقيل: (حويتية) نسبة إلى حويت تصغير حوت، قيل: هو اسم قبيلة أو موضع، وقيل: نسبة إلى الحوت بمعنى السمك، شبهت به في اللون أو الخطوط الممتدة فيه. وفي صحيح البخاري في اللباس "حريثية" بحاء وراء مهملتين وبعد الياء ثاء مثلثة، نسبة إلى حريث، رجل من قضاعة. وقيل: "خيبرية" نسبة إلى خيبر المدينة المعروفة، وقيل: "حوتكية" أي صغيرة نسبة إلى القصر، لأن الحوتكي الرجل القصير، أو نسبة إلى رجل اسمه حوتك والأغلب أن بعضهما من المذكورات تصحيفات الإحويتية أو حريثية. والله أعلم (وهو يسم الظهر) المراد بالظهر الإبل سميت بذلك لأنها تحمل الأثقال والإنسان على ظهورها.
١١٠ - قوله: (في مربد) بكسر الميم وسكون الراء وفتح الباء الموحدة: مكان الإبل، وكأن الغنم أدخلت فيه مع الإبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>