١١٠ - قوله: (وخيرها الفأل) الضمير يرجع إلى الطيرة، لأنها في أصلها تكون في الخير والشر، لأنهم كانوا يزجرون الطير والظبي ونحوهما، فإن ذهب إلى اليمين تيمنوا ومضوا فيما قصدوه من السفر ونحوه، وإن أخذ ذات الشمال تشاءموا وكفوا، والفأل هو ظن الخير ورجاؤه برؤية علامة، أو بسماع كلمة حسنة صالحة، فهو في الحقيقة أحد نوعي الطيرة، ثم كثر استعمال الطيرة في الشؤم حتى كأنها مختصة به. والفأل بالفاء بعدها همزة، وقد تسهل، وجمعه فئول، روى أبو داود من حديث عروة بن عامر قال: ذكرت الطيرة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "خيرها الفأل، ولا ترد مسلمًا، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت. ولا حول ولا قوة إلا بالله".