٦٢ - قوله: (نعى للناس النجاشي) أي أخبرهم بموته، والنجاشي، بتخفيف الجيم، والياء قيل: مخففة، وقيل: مشددة، لقب لكل من ملك الحبشة، والمذكور في هذا الحديث اسمه أصحمة، كتب إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعوه إلى الإسلام، وأرسل الكتاب مع عمرو بن أمية الضمري بعد الحديبية، فأخذ الكتاب ووضعه على عينيه. ونزل عن السرير، وجلس على الأرض تواضعًا، وأسلم على يدي جعفر بن أبي طالب، وكتب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك، توفي في رجب سنة تسع من الهجرة منصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - من تبوك. وفي الحديث دليل على مشروعية الصلاة على الميت الغائب في بلد آخر، واختلفوا فيه فمنهم من قال بمشروعيتها مطلقًا، ومنهم من قال بمنعها مطلقًا، ومنهم من قال بجوازها ببعض الشروط. وأهم ما اعتذر به عن الصلاة على الغائب أمران: الأول أن النجاشي مات بأرض لم يكن أسلم أهلها، ولم يعرف أنه صلي عليه في تلك الأرض. والجواب أنه لم يرد فيه شيء نفيًا ولا إثباتًا، ولكن معلوم أن النجاشي أسلم، وشاع إسلامه، ووصل إليه جماعة من المسلمين مرة بعد مرة، وكرة بعد كرة، فيبعد كل البعد أن يكون لم يوافقه أحد، ولم يصل عليه في بلده. العذر الثاني أن هذا خاص بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه رفع عنه الحجب وكشف =