١٧ - قوله: (بين إصبعين من أصابع الرحمن) هذا من أحاديث الصفات التي نؤمن بها ونعتقد أنها حق، من غير تعرض لتأويل وتعطيل، ولا لتكييف وتشبيه، فالإيمان بها فرض، والامتناع عن الخوض فيها واجب (كقلب واحد) هذا مثل قوله تعالى: {مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [لقمان: ٢٨] (يصرفه) بتشديد الراء وتخفيفها، أي يقلبه (حيث يشاء) هينا سهلًا، لا يمنعه مانع. ١٨ - قوله: (كل شيء بقدر) أي لا يقع في الوجود إلا وقد سبق به علم الله ومشيئته وتقديره (حتى العجز والكيس) بفتح الكاف، والعجز عدم القدرة. وقيل: هو ترك ما يجب فعله، والتسويف به وتأخيره عن وقته، والكيس ضد العجز، وهو النشاط والحذق بالأمور، ومعناه أن العاجز قد قدر عجزه، والكيس قد قدر كيسه.