٨ - قوله: (إذا استيقظ على بعيره) أي استيقظ وبعيره أمامه، وكان (قد أضله) أي فقده (بأرض فلاة) أي بمفازة من الأرض، ومعناه أنه كان قد نام يائسًا بعد أن أضله، وفي صحيح البخاري: "سقط على بعيره" وهو أوجه، ومعناه أنه صادفه وعثر عليه من غير قصد ولا رجاء، فظفر به. ٩ - مقصود هذا الحديث الحث على التوبة والالتزام بها، والمداومة عليها، والتنبيه على أنَّ ارتكاب الذَّنْب من طبيعة بني آدم ومما جبلوا عليه، فليس ذلك بغريب عنهم، ولكن الجريمة أن يتمادى العبد في العصيان ولا يتوب، وأن الله أراد أن يخلق خلقًا يذنبون ويتوبون، فخلق بني آدم، ولولا أنه خلقهم بهذه الصفة لخلق خلقًا آخر بها، فليس للعبد أن ييئس بعد ارتكاب الذَّنْب، ولكن عليه أن يتوب ويرجو.