١ - قوله: (جاء رجل) أعرابي، وهو عقبة بن سويد الجهني (اعرف عفاصها) العفاص بكسر العين المهملة، هو الوعاء - بكسر الواو - الذي تكون فيه النفقة، جلدًا كان أو غيره، مأخوذ من العفص، وهو الثني، لأنَّ الوعاء يثني على ما فيه، والعفاص أيضًا الجلد الذي يكون على رأس القارورة، فحيث ذكر العفاص مع الوعاء، فالمراد به هذا المعنى الأخير، وحيث لَمْ يذكر العفاص مع الوعاء فالمراد به المعنى الأول (ووكاءها) بكسر الواو: الخيط الذي يربط به الوعاء، والغرض من معرفة العفاص والوكاء معرفة الآلات التي تحفظ النفقة، حتى لو جاء لها طالب يعرف صدقه من كذبه، ويلتحق بما ذكر حفظ الجنس والصفة والقدر، والكيل فيما يكال، والوزن فيما يوزن، والذرع فيما يذرع (ثم عرفها) بتشديد الراء المكسورة، أي اذكرها للناس بدون بيان الصفات، كأن تقول في الأسواق وأبواب المساجد ومواضع اجتماع الناس: من ضاع له الحيوان؟ من ضاعت له الفلوس؟ من ضاع له شيء؟ ولا يبين صفاته، حتى يسأل عنها من يدعي ضياعها فيعرف صدقه من كذبه (وإلا فشأنك بها) منصوب على تقدير فالزم شأنك بها، ويجوز الرفع على تقدير "فشأنك بها مباح أو جائز" ومعناه أنك مخير، إن شئت فاحتفظ بها، وإن شئت فأنفق في حاجتك، لكن لو جاء صاحبها بعد الإنفاق يجب عليك البدل والتعويض (فَضَالَّةُ الغنم؟ ) الضالة: الضائع من الحيوان، ولا يطلق إلَّا على الحيوان، أما ما سوى الحيوان من الأمتعة والنفقة فيقال لها: لقطة، ولا يقال لها: ضالة (لك أو لأخيك) يعني إن تركتها يأخذها رجل مثلك، فكيف تتركها له وقد سبقته إليها (أو للذئب) إن تركت أنت وأخوك، وفيه حث على أخذها؛ لأنه إذا علم أنه إن لَمْ يأخذها بقيت للذئب كان ذلك أدعى له إلى أخذها (سقاؤها) بكسر أوله، والمراد بذلك أجوافها؛ لأنَّها تشرب فتكتفي به أيامًا: وأشار بذلك إلى استغنائها عن الحفظ بما ركب في طبعها من الجلادة على العطش، وتناول المأكول بغير تعب، لطول عنقها، فلا تحتاج إلى ملتقط (حذاؤها) بكسر الحاء المهملة ثم ذال معجمة، والمراد هنا خفها، يعني فهي تستقل بنفسها، تمشي أينما شاءت (ترد الماء ... إلخ) يعني تعيش بلا راع =