ونظرًا إلى ذلك كله رأيت إعادة العمل في وضع الكتب والأبواب، واختيار العناوين لها، مع الحفاظ بقدر الإمكان على ما وضعه النووي.
وقد استفدت في شرحي هذا بعامة كتب شروح الحديث، وأكثرت من فتح الباري للحافظ ابن حجر، لسبقه على غيره في هذا المضمار، كما استفدت من كتب السيرة والتاريخ، والرجال والمعاجم، والأماكن والبلدان وغير ذلك، وحيث إنني جمعت بين عباراتهم، وتصرفت فيها كثيرًا، حتى يناسب لما يقتضيه المقام، فقد صعبت الإحالة إلى مصدر معين، إلَّا في أماكن لابد منها، مثل عزو الأحاديث أو الإحالة إلى قول أحد المحققين أو رأيه أو استنباطه أو نحو ذلك.
[روايتي لكتاب صحيح مسلم]
جرت عادة أهل العلم بالحديث أن يذكروا أسانيدهم لكتب الحديث إلى مؤلفيها، وقد أحببت التأسي بهم، وإن كنت لست أهلا لذلك، ولكن تشبهًا بأولئك الأئمة، لعل الله يسلك بي في تلك المسالك. فأقول وبالله التوفيق:
إني قرأت أطراف الكتب الستة على المحدث الكبير الشيخ أبي الحسن عبيد الله الرحماني المباركفوري - رحمه الله - فأجازني بجميع مروياته، وبرواية كتابه "مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح". وهو حصل القراءة والسماعة والإجازة عن شيخيه الجليلين: الإمام المحدث أبي العُلى عبد الرَّحمن المباركفوري، مؤلف "تحفة الأحوذي، شرح جامع الترمذي"، والمحدث الشيخ أحمد الله القرشي البرتابكدهي ثم الدهلوي، كلاهما عن الإمام الهمام السيد نذير المحدث الدهلوي - رحمه الله -.
ح وقد قرأت صحيح البخاري، والنصف الأخير من جامع الترمذي، وأطراف بقية الكتب الستة على الشيخ شمس الحق السلفي - رحمه الله -، فأجازني برواية جميع مروياته، وقد حصلت له القراءة والسماعة والإجازة عن المحدث الشيخ أحمد الله القرشي المذكور، وعن المحدث الشيخ محمد إسحاق الآروي، كلاهما عن الإمام الهمام السيد نذير حسين المحدث الدهلوي - رحمه الله -.
ح وقد قرأت جزءًا صالحًا من الصحيحين على العلامة المحدث نذير أحمد الرحماني الأملوي، وجزءًا صالحًا من صحيح مسلم على الشيخ محمد بشير الرحماني المباركفوري كلاهما عن الشيخ أحمد الله القرشي المذكور.
ح وقد قرأت الصحيح لمسلم والسنن المجتبى للنسائي على الشيخ عبد الرَّحمن المئوي،