للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَبَلِ الطَّوِيلِ نَحْوَ الْكَعْبَةِ، يَجْعَلُ الْمَسْجِدَ الَّذِي بُنِيَ ثَمَّ يَسَارَ الْمَسْجِدِ الَّذِي بِطَرَفِ الْأَكَمَةِ وَمُصَلَّى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْفَلَ مِنْهُ عَلَى الْأَكَمَةِ السَّوْدَاءِ، يَدَعُ مِنَ الْأَكَمَةِ عَشَرَةَ أَذْرُعٍ، أَوْ نَحْوَهَا، ثُمَّ يُصَلِّي مُسْتَقْبِلَ الْفُرْضَتَيْنِ مِنَ الْجَبَلِ الطَّوِيلِ الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْكَعْبَةِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».

بَابُ اسْتِحْبَابِ الرَّمَلِ فِي الطَّوَافِ وَالْعُمْرَةِ، وَفِي الطَّوَافِ الْأَوَّلِ مِنَ الْحَجِّ

(١٢٦١) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ. (ح)، وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، _ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «كَانَ إِذَا طَافَ بِالْبَيْتِ الطَّوَافَ الْأَوَّلَ خَبَّ ثَلَاثًا وَمَشَى أَرْبَعًا، وَكَانَ يَسْعَى بِبَطْنِ الْمَسِيلِ إِذَا طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُ ذَلِكَ».

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ - يَعْنِي: ابْنَ إِسْمَاعِيلَ -، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «كَانَ إِذَا طَافَ فِي الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ أَوَّلَ مَا يَقْدَمُ فَإِنَّهُ يَسْعَى ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ يَمْشِي أَرْبَعَةً، ثُمَّ يُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ».

(٠٠٠) وَحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى. قَالَ حَرْمَلَةُ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ يَقْدَمُ مَكَّةَ إِذَا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ الْأَسْوَدَ أَوَّلَ مَا يَطُوفُ حِينَ يَقْدَمُ، يَخُبُّ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ مِنَ السَّبْعِ».

(١٢٦٢) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا


= طوى حسب رواية ابن عباس رقم (٢٠٢) وبالبطحاء، حسب روايته رقم (٢٠٠) ثم أقام بالبطحاء حديث رقم (١٥٥، ١٥٤) فإن مصلاه المذكور في هذا الحديث يكون في جهة مقبرة المعلاة، ويكون المراد بالجبل الطويل سلسلة جبل الخندمة وأبي قبيس، أو جبل قعيقعان، والأول أغلب، والمراد بالجبل الذي ذكر استقبال فرضتيه بعض الأجزاء الممتدة من جبل أبي قبيس في جهة الصفا والمروة، وقد سهلت هذه الأماكن، وسويت الأرض بحيث يصعب معرفة الأماكن المذكورة في هذا الحديث إلا أنها كلها في جهة البطحاء ومقبرة المعلاة.
٢٣٠ - قوله: (خب ثلاثًا) أي رمل ثلاثة أطواف، والرمل أو الخبب سرعة المشي مع تقارب الخطى وهز الكتفين دون وثب، وفي قوله: "إذا طاف بالبيت الطواف الأول خب ثلاثًا" دليل على أن الرمل إنما يشرع في طواف القدوم، لأنه الطواف الأول، ولا يشرع في بقية طوافات الحج، وكذلك يشرع في طواف العمرة، إذ ليس فيها إلا طواف واحد. (وكان يسعى) أي يعدو ويجري (ببطن المسيل) أي بالوادي الذي كان يمر به السيل بين الصفا والمروة، وكان موضعا منحدرًا، ثم سوي ووضع علمان أخضران للدليل على أن ما بينهما هو موضع الوادي، ويسن الجري الشديد بينهما.
٢٣٢ - قوله: (إذا استلم الركن الأسود) أي مسح الحجر الأسود بيديه، وكان يقبله مع الاستلام.
٢٣٣ - قوله: (رمل) هو سرعة المشي مع تقارب الخطى وهز الكتفين (من الحجر إلى الحجر) هذا نص في مشروعية الرمل واستيعابه لجميع المطاف من الحجر الأسود إلى الحجر الأسود، وحديث ابن عباس الآتي نص في =

<<  <  ج: ص:  >  >>