٣٢ - قوله: (للحيطان) جمع حائط، وهو الجدار (فيئا) أي ظلا (نستظل به) أي لم يكن يصير ظلها طويلا يكفي للاستظلال، وليس المعنى نفي أصل الظل، فالحديث دليل على المبادرة إلى صلاة الجمعة عند أول الزوال. ٣٤ - قوله: (ويذكر الناس) من التذكير، وهو الوعظ والنصيحة، وذكر ما يوجب الخوف والرجاء من الترهيب والترغيب، وهو دليل صريح على أن الخطبة وعظ وتذكير للناس، وأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يعلم أصحابه في خطبة الجمعة قواعد الإسلام وشرائعه، ويأمرهم وينهاهم في خطبته إذا عرض له أمر أو نهي، وكان يأمرهم بمقتضى الحال، فلابد للخطيب من أن يعظ الناس ويذكرهم، ويبين لهم ما يحتاجون إليه، فإن كان السامعون من غير العرب وعظهم بلغتهم، فإن التذكير والوعظ في بلاد العجم لا يفيد ولا يحصل أثره إلا إذا كان بلغتهم. وحديث جابر هذا من أحسن الأدلة عليه. ٣٥ - قوله: (صليت معه أكثر من ألفي صلاة) أي من الجمعة والصلوات الخمس لا الجمعة وحدها، فإنه - صلى الله عليه وسلم - أقام بالمدينة عشر سنين، وأول جمعة صلاها هي الجمعة التي تلي قدومه المدينة، فلم يصل ألفي جمعة بل نحو خمسمائة جمعة. ٣٦ - قوله: (فجاءت عير) بكسر العين: هي الإبل التي تحمل الطعام والتجارة (فانفتل الناس إليها) أي انصرفوا (فأنزلت هذه الآية ... إلخ) التي وقع فيها الذم لمثل هذا الفعل المتضمن للنهي عنه (انفضوا إليها) أي تفرقوا عنك=