للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(٠٠٠) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُحِرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَسَاقَ أَبُو كُرَيْبٍ الْحَدِيثَ بِقِصَّتِهِ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ نُمَيْرٍ، وَقَالَ فِيهِ: فَذَهَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْبِئْرِ فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَعَلَيْهَا نَخْلٌ، وَقَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَخْرِجْهُ - وَلَمْ يَقُلْ أَفَلَا أَحْرَقْتَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ فَأَمَرْتُ بِهَا فَدُفِنَتْ.

بَابُ السُّمِّ

(٢١٩٠) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: «أَنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا، فَجِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ؟

فَقَالَتْ: أَرَدْتُ لِأَقْتُلَكَ، قَالَ: مَا كَانَ اللهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَى ذَاكَ. قَالَ: أَوْ قَالَ عَلَيَّ. قَالَ: قَالُوا: أَلَا نَقْتُلُهَا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَمَا زِلْتُ أَعْرِفُهَا فِي لَهَوَاتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.»

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ زَيْدٍ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ «أَنَّ يَهُودِيَّةً جَعَلَتْ سَمًّا فِي لَحْمٍ ثُمَّ أَتَتْ بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -» بِنَحْوِ حَدِيثِ خَالِدٍ.

بَابُ اسْتِحْبَابِ رُقْيَةِ الْمَرِيضِ

(٢١٩١) حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا، وَقَالَ زُهَيْرٌ (وَاللَّفْظُ لَهُ): حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اشْتَكَى مِنَّا إِنْسَانٌ مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا.


= لم يكن أساسه إلا مجرد الشبهة (فأمرت بها فدفنت) أي أمرت بالبئر فردمت وهورت. وعند ابن سعد أنهم حفروا بئرًا أخرى، وأعان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حفرها.
٤٤ - قوله: (ولم يذكر: فأمرت بها فدفنت) أي لم يذكر أبو أسامة شيخ أبي كريب. وقد روى البخاري هذا الحديث [٥٧٦٦] في الطب عن عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة. وذكر فيه هذا اللفظ، فكأنه لم يذكر هذا اللفظ حين حدث أبا كريب.
٤٥ - قوله: (أن امرأة يهودية) عند ابن إسحاق بغير سند، وعند ابن سعد بسند ضعيف عن ابن عباس أنها زينب بنت الحارث امرأة سلام بن مشكم، وقد فعلت ذلك في خيبر بعد فراغه - صلى الله عليه وسلم - من غزوتها، وقد أفادت أحاديث البخاري وغيره أن اليهود كانوا متآمرين معها في ذلك (فأكل منها) أي لقمة، فقال: إن الشاة تخبرني أنها مسمومة (قالوا: ألا نقتلها؟ قال: لا) اختلفت الروايات في قتلها، وأقرب ما قيل فيه أنه تركها أولًا، وكان بشر بن البراء أكل معه - صلى الله عليه وسلم -، فمات لأجله، فلما مات قتلها قصاصًا، (في لهوات رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) لهوات جمع لهاة ويجمع أيضًا على لهى، بالضم والقصر، ولهيان وزن إنسان، وهي اللحمة المعلقة في أصل الحنك عند الحلق. والمراد أنه كان يعتريه المرض من تلك الأكلة أحيانًا.
٤٦ - قوله: (لا شفاء إلا شفاؤك) فيه أن الشفاء بقدر الله، وأن ما يقع من التداوي والأخذ بالأسباب إنما يفيد إذا صادف قدر الله، وحيث إن قدر الله غير معلوم فلا ينبغي إهمال الأسباب، لأنها قد تكون وسيلة إلى قدر الله (لا يغادر سقمًا) أي لا يترك مرضًا، والسقم بفتحتين، أو بضم فسكون: المرض (فانتزع يده من يدي) وقع هذا في اللحظة =

<<  <  ج: ص:  >  >>