للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ أَبِي بَزَّةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: «سُئِلَ عَلِيٌّ: أَخَصَّكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ، فَقَالَ: مَا خَصَّنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ لَمْ يَعُمَّ بِهِ النَّاسَ كَافَّةً، إِلَّا مَا كَانَ فِي قِرَابِ سَيْفِي هَذَا. قَالَ: فَأَخْرَجَ صَحِيفَةً مَكْتُوبٌ فِيهَا: لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ سَرَقَ مَنَارَ الْأَرْضِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا.»

كِتَابُ الْأَشْرِبَةِ

بَابُ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ وَبَيَانِ أَنَّهَا تَكُونُ مِنْ عَصِيرِ الْعِنَبِ وَمِنَ التَّمْرِ وَالْبُسْرِ وَالزَّبِيبِ وَغَيْرِهَا مِمَّا يُسْكِرُ

(١٩٧٩) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: «أَصَبْتُ شَارِفًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَغْنَمٍ يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَارِفًا أُخْرَى فَأَنَخْتُهُمَا يَوْمًا عِنْدَ بَابِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَحْمِلَ عَلَيْهِمَا إِذْخِرًا لِأَبِيعَهُ، وَمَعِي صَائِغٌ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ، فَأَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى وَلِيمَةِ فَاطِمَةَ، وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَشْرَبُ فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ، مَعَهُ قَيْنَةٌ تُغَنِّيهِ، فَقَالَتْ:

أَلَا يَا حَمْزُ لِلشُّرُفِ النِّوَاءِ

فَثَارَ إِلَيْهِمَا حَمْزَةُ بِالسَّيْفِ فَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا، وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا، قُلْتُ لِابْنِ شِهَابٍ: وَمِنَ السَّنَامِ؟ قَالَ: قَدْ جَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا، فَذَهَبَ بِهَا. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَالَ عَلِيٌّ: فَنَظَرْتُ إِلَى مَنْظَرٍ أَفْظَعَنِي، فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، فَخَرَجَ


١ - قوله: (شارفًا) أي ناقة مسنة، جمعه شرف بضمتين، وبضم فسكون (وأعطاني شارفًا أخرى) أي من الخمس من سهم ذوي القربى (فأنختهما) أي أبركتهما، والبروك جلوس الإبل (إذخرًا) نبت معروف يكون مثل المسد (صائغ) من يصوغ الحلي ونحوها من الذهب والفضة (بني قينقاع) بفتح فسكون فضم، قبيلة معروفة من قبائل يهود المدينة، وهي أول قبيلتهم أجليت من المدينة، وذلك بعد غزوة بدر قريبًا (قينة) أي جارية مغنية (للشرف النواء) الشرف بضمتين وسكون الراء أيضًا جمع شارف، وهي الناقة المسنة كما تقدم، والنواء بكسر النون جمع ناوية، وهي السمينة، يقال: نوت الناقة تنوي، من باب رمى يرمي، أي سمنت، ومعنى للشرف: قم لها وخذ منها، وتمام الأبيات هكذا:
ألا يا حمز للشرف النواء ... وهن معقلات بالفناء
ضع السكين في اللبات منها ... وضرجهن حمزة بالدماء
وعجل من أطايبها لشرب ... قديدًا من طبيخ أو شواء
(فثار) أي قام قيام الواثب (فجب) أي قطع (أسنمتهما) جمع سنام بفتح السين، وهو الجزء البارز المرتفع من ظهر البعير (وبقر) أي شق (خواصرهما) جمع خاصرة، وهي الكشح من الإنسان، وجانب بطن الحيوان، ولكل حيوان خاصرتان (يقهقر) من القهقرى، وهو الرجوع على العقبين إلى الوراء، بحيث يكون وجهه إليك إذا ذهب عنك، وكان هذا على سبيل الاحتياط، حتى لا يصدر من حمزة تجاهه - صلى الله عليه وسلم - أمر مكروه، إذ كان سكران مغلوب العقل، وقد حدث هذا الحادث قبل تحريم الخمر، إذ تأخر تحريم الخمر إلى ما بعد غزوة أحد، وكان هذا الحادث قبل غزوة أحد بنحو سنة، فلا لوم فيه على حمزة، إلا أنه كان يجب عليه غرامة ما أتلف، فإما أن يكون أداها هو، أو أدى عنه=

<<  <  ج: ص:  >  >>