٢٥٧ - قوله - صلى الله عليه وسلم -: (فلما قضيت جواري) أي أتممت مجاورتي واعتكافي بتمام الشهر (فاستبطنت بطن الوادي) أي صرت في باطنه ووصلت إلى السهل (فإذا هو على العرش في الهواء) أي فإذا جبريل على الكرسي في الفضاء (فأخذتني رجفة شديدة) أي اضطراب ورعدة شديدة، وأما الاستدلال بهذه الوقعة على أن أول ما نزل {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} [المدثر: ١] فباطل من وجوه، منها: قوله في الأحاديث السابقة: وهو يحدث عن فترة الوحي إلى أن قال فأنزل الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} وإذا كان نزول هذا بعد فترة الوحي، فإن ما سبق نزوله على هذه الفترة هو الأول. ومنها قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فإذا الملك الذي جآءني بحراء" ثم قال فأنزل الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} فإنه صريح في مجيء الملك بحراء على نزول {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}، ومجيء الملك بحراء كان مع {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق: ١] ومنها قوله: ثم حمى الوحي وتتابع أي بعد فترته، فإن كل ذلك صريح في سبق الوحي على هذه الوقعة. ٢٥٩ - قوله - صلى الله عليه وسلم -: (بالبراق) بضم الباء وتخفيف الراء، مأخوذ من البرق، إما لسرعته وإما لشدة صفائه وتلالئه=