٢٨ - قوله: (فنريح نواضحنا) نواضح جمع ناضح، وهو البعير الذي يستقى به، سمي بذلك لأنه ينضح الماء أي يصبه، ويطلق توسعًا على الإبل مطلقًا، ومعنى نريح: نريحها من العمل وتعب السقي فنخليها منه، فهو من الراحة، وقيل: أراد الرواح أي نطلقها ونخرجها للرعي (قال: زوال الشمس) فيه إشارة إلى تعجيل الجمعة، وأنها كانت تقام متصلًا بالزوال. ولا يثبت منه مطلقًا أنها كانت تقام قبل الزوال. ٢٩ - قوله: (إلى جمالنا) بكسر الجيم جمع جمل وهي الإبل. ٣٠ - قوله: (نقيل) من القيلولة، من باب ضرب، وهي الاستراحة نصف النهار، وإن لم يكن معها نوم (ونتغدى) من التغدي وهو أكل الغداء، والغداء طعام نصف النهار أو أول النهار، وليس المراد بنصف النهار نصف النهار الحقيقي، فإنه لحظة تمر في آن واحد، وإنما المراد به ما يطلق عليه نصف النهار على سبيل التوسع وفي العرف العام، وهو يشمل ما قبل نصف النهار الحقيقي وما بعده، ثم التغدي والقيلولة يطلقان على الأكل والاستراحة ولو بتأخير غير قليل بعد نصف النهار نظرًا إلى أصلهما وتوسعًا فيهما، فالحديث ليس فيه دليل على إقامة الجمعة قبل الزوال، وسياق الحديث نفسه يشير إلى أنهم كانوا يؤخرون الغداء والقيلولة يوم الجمعة عن وقتهما المعتاد. ٣١ - قوله: (كنا نجمع) بتشديد الميم أي نصلي الجمعة (نتتبع الفيء) أي نتطلبه، والفيء هو الظل بعد الزوال، وإنما كانوا يتتبعون الفيء لأن الفيء في المدينة وأمثالها من البلاد يكون قليلًا جدًّا عند الزوال فهو يكون أقل من=