٥٥ - قوله: (عن أبيهما) قال النووي: هكذا صورته في جميع النسخ، وأبو العلاء غير أبي سهيل، فلا يجوز أن يقال عن أبيهما، قالوا: وصوابه "أبويهما" قال القاضي وغيره: ويصح أن يقال: "عن أبيهما" بفتح الباء، على لغة من قال في تثنية الأب "أبان" كما قال في تثنية اليد "يدان" فتكون الرواية صحيحة، ولكن الباء مفتوحة. والله أعلم. ٥٦ - قوله: (أن يبتاع) أي يشتري، ويكون المراد النهي من السوم. وتحصل من ألفاظ الحديث أن النهي وارد للبائع والمشتري كليهما، فلا يجوز لبائع أن يخفض ثمن سلعته ليميل المشتري إليه ويترك البائع الأول، ولا يجوز لمشتر أن يزيد في ثمن السلعة حتى يميل البائع إليه ويترك المشتري الأول. وذلك إذا وقعت المساومة وتقاربا من الاتفاق. ٥٧ - قوله: (الشغار) بمعجمتين مكسور الأول (أن يزوج الرجل ابنته ... إلخ) ذكر الابنة على سبيل المثال، والمراد من هي في ولايته سواء كانت بنتًا أو أختًا أو غيرهما، يقال إن تفسير الشغار هذا من مالك، لكن يرد عليه أن هذا التفسير جاء من طريق ليس فيه مالك، فالصحيح أنه لا يدري أن هذا التفسير عن النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أو عن ابن عمر أو عن نافع أو عن مالك. ويتضح من هذا التفسير أن في الشغار وصفين: أحدهما تزويج كلّ من الوليين وليته للآخر بشرط أن يزوجه وليته، والثاني خلو بضع كلّ منهما من الصداق، واختلف الفقهاء في ذلك، فمنهم من اعتبرهما معًا. وهو اختيار الشافعية. واختلف نص الشافعي في ما إذا سمي مع الاشتراط مهرًا، فنص في الإملاء بالبطلان، وظاهر نصه =