= برسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (فأجلى ... بني النضير وأقر قريظة ومن عليهم) وقد روى تفصيل ذلك أبو داود في سننه (٣٠٠٤) وعبد الرزاق في مصنفه (٩٧٣٣)، وملخصه أن بني النضير دعوا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مع ثلاثين ... ثم مع ثلاثة رجال، وقالوا: يأتي منا ثلاثة لسماع كلامه، فإن آمنوا به آمنا جميعًا، وقرروا فيما بينهم أن يشتمل ثلاثتهم على خناجر يفتكون بها النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولكن أخبر به النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فرجع من الطريق، "فلما كان من الغد غدا عليهم رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالكتائب فحاصرهم، وقال لهم: إنكم لا تأمنون عندي إلَّا بعهد تعاهدوني عليه، فأبوا أن يعطوه عهذا، فقاتلهم يومهم ذلك هو والمسلمون، ثم غدا الغد علي بني قريظة بالخيل والكتائب، وترك بني النضير، ودعاهم إلى أن يعاهدوه، فعاهدوه، فانصرف عنهم، وغدا إلى بني النضير بالكتائب، فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء، وعلى أنَّ لهم ما أقلت الإبل إلَّا الحلقة - السلاح - " الحديث (حتى حاربت قريظة بعد ذلك) بأكثر من سنة ونصف، وذلك بنقض عهدهم أثناء غزوة الأحزاب، وبمساعدتهم لقريش وغطفان، وباستعدادهم لضرب المسلمين من جهتهم، فحاصرهم رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فنزلوا على حكم سعد بن معاذ، فقضى فيهم سعد بما هو مذكور في الحديث من قتل رجالهم ... إلخ (فآمنهم) أي أعطاهم الأمان (بني قينقاع) وكانوا أول من أجلاهم النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من اليهود، وذلك بعد بدر قريبًا، وسببه أن امرأة من العرب جاءت إلى سوقهم، فجلست إلى صائغ يهودي، ومعه اليهود، فأرادوا كشف وجهها فأبت، فعقد الصائغ طرف ثوبها، وهي غافلة، فلما قامت انكشفت سوءتها، فضحكوا بها، فصاحت، فوثب رجل من المسلمين فقتل الصائغ، وشدت اليهود فقتلوا المسلم، ووقع الشر والفتنة بين الفريقين، فحاصرهم رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأجلاهم (ويهود بني حارثة ... إلخ) الظاهر أنه أجلاهم فيما بعد حين قضى بإخراج اليهود من المدينة ومن جزيرة العرب، وقد بقي بعض اليهود إلى آخر حياة النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فالمراد بكل يهودي أغلبهم.