للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ «أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: فِي مَرَضِهِ الَّذِي هَلَكَ فِيهِ الْحَدُوا لِي لَحْدًا، وَانْصِبُوا عَلَيَّ اللَّبِنَ نَصْبًا، كَمَا صُنِعَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».

بَابُ جَعْلِ الْقَطِيفَةِ فِي الْقَبْرِ

(٩٦٧) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، وَوَكِيعٌ، - جَمِيعًا - عَنْ شُعْبَةَ، (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، - وَاللَّفْظُ لَهُ - قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «جُعِلَ فِي قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ» (قَالَ مُسْلِمٌ): أَبُو جَمْرَةَ اسْمُهُ نَصْرُ بْنُ عِمْرَانَ، وَأَبُو التَّيَّاحِ وَاسْمَهْ يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ مَاتَا بِسَرَخْسَ.

بَابُ الْأَمْرِ بِتَسْوِيَةِ الْقَبْرِ

(٩٦٨) وَحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، (ح) وَحَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ فِي رِوَايَةِ أَبِي الطَّاهِرِ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيَّ حَدَّثَهُ وَفِي رِوَايَةِ هَارُونَ، أَنَّ ثُمَامَةَ بْنَ شُفَيٍّ حَدَّثَهُ قَالَ: «كُنَّا مَعَ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ بِأَرْضِ الرُّومِ بِرُودِسَ، فَتُوُفِّيَ صَاحِبٌ لَنَا، فَأَمَرَ فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ بِقَبْرِهِ فَسُوِّيَ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِتَسْوِيَتِهَا».

(٩٦٩) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، - قَالَ


= على أنه مفعول به على تجريد في الفعل، أي اجعلوا لي لحدًا، واللحد: الشق الذي يعمل في جانب القبر القبلي لوضع الميت (وانصبوا) بكسر الصاد من باب ضرب أي أقيموا (علي) أي فوقي (اللبن) بفتح فكسر: الطوب المضروب من الطين قبل الطبخ. قال النووي: وفيه استحباب اللحد ونصب اللبن، لأنه فعل ذلك برسول الله - صلى الله عليه وسلم - باتفاق الصحابة، وقد نقلوا أن عدد لبناته تسع. اهـ.
٩١ - قوله: (جعل) بصيغة المجهول، والجاعل هو شقران مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قطيفة) كساء له خمل، أي خيوط في طرفيه من عرضيه دون حاشيتيه. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلبسها ويفترشها، فلم تطب نفس شقران أن يلبسها أحد بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فألقاها في القبر، وكان هذا اجتهادا من شقران، ولم تثبت شرعية فرش شيء من الثوب وغيره تحت الميت. وقد روي أنهم أخرجوا هذه القطيفة حين وضعوا اللبن. ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب، والحافظ العراقي في ألفيته في السيرة (نصر بن عمران) بن عصام الضبعي - بضم ففتح - نزيل خراسان (يزيد بن حميد) الضبعي البصري (ماتا) كلاهما سنة ثمان وعشرين ومائة في مكان واحد وهو سرخس، واشتركا أيضًا في أنهما ضبعيان بصريان تابعيان ثقتان، ولذلك ذكر مسلم أبا التياح مع أبي جمرة مع أنه لا ذكر له في السند (بسرخس) بفتح فسكون ففتح، وقيل بفتحات، مدينة قديمة مشهورة، بين نيسابور ومرو، في وسط الطريق، بينها وبين كل واحدة منهما ست مراحل.
٩٢ - قوله: (ثمانية بن شفي) هو أبو علي الهمداني - وشفي بضم الشين وفتح الفاء - وثمامة تابعي نزل الإسكندرية ومات قبل العشرين ومائة (برودس) بضم الراء وسكون الواو ثم دال مفتوحة وقيل: مكسورة، جزيرة في بحر الروم مقابل الإسكندرية، على بعد ليلة منها، وهي أول بلاد إفرنجة، افتتحها جنادة بن أبي أمية الأزدي في زمن معاوية سنة اثنتين وخمسين.
٩٣ - قوله: (أن لا تدع) أي لا تترك (تمثالًا) أي صورة ذي روح (إلَّا طمسته) أي محوته وأبطلته بقطع رأسه وتغيير وجهه ونحو ذلك (ولا قبرًا مشرفًا) بكسر الراء أي مرتفعًا، والمراد الذي بني عليه حتى ارتفع، دون الذي=

<<  <  ج: ص:  >  >>