٥٧ - قوله: (فإن الشيطان يدخل) أي في فيه، ولا مانع من حمله على الحقيقة، ويحتمل المجاز، وهو أن الصورة التي تنشأ من أجل الاسترسال في التثاؤب، وهو انفتاح الفم، وانقباض ما حوله، واعوجاج الخلقة، وارتفاع الرأس إلى جهة العلو، وخروج أصوات لا مفهوم لها مثل عواء الكلب، كل ذلك مما يحبه الشيطان ويسر به، فكأنه هو الذي تصرف هذا التصرف، ودخل لأجله في الفم حينما وجد الاسترسال من المتثائب. ٥٩ - قوله: (في الصلاة) قيد ليس للاحتراز، بل للتنبيه على مزيد الأهمية، وأنها أولى الأحوال بدفعه. ٦٠ - قوله: (خلق الجان) أي الجن (من مارج من نار) أي من خالص النار، وهو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا التهبت، أي اللهب الذي يعلو النار. ٦١ - قوله: (ولا أراها إلا الفأر) أي لا أظنها، والسياق واضح أنه قال ذلك على سبيل الظن لا على أساس الوحي والإخبار من الله سبحانه وتعالى، ولذلك استدل على هذا الظن بأن الفأر لا تشرب ألبان الإبل، وتشرب ألبان الشاء، وذلك أن ألبان الإبل ولحومها كانت حرامًا على بني إسرائيل دون ألبان الشاء ولحومها، فيفيد امتناع الفأرة عن ألبان الإبل دون ألبان الشاة أنها لعلها مسخت من بني إسرائيل، وقد صرح النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما بعد بأن الممسوخ لا ينسل=