٢١٥ - قولها: (وكان يحجره) من التحجير، أي كان يحوط به موضعًا فيجعله كالحجرة (فثابوا) معناه رجعوا، يعني جاءوا واجتمعوا (ما تطيقون) أي ما تستطيعونه يعني ما تستطيعون الدوام عليه، بلا حرج ولا مشقة ولا ضرر (فإن الله لا يمل حتى تملوا) معناه لفظًا: لا يسأم حتى تسأموا، والمراد أنه لا يعاملكم معاملة من يمل فيقطع عنكم أجره وجزاءه حتى تملوا أنتم فتقطعوا العمل وتتركوه فحينئذ يقطع هو عنكم الأجر والجزاء، فقوله: "لا يمل" جاء على طريق المشاكلة والمقابلة اللفظية المعروفة بالازدواج، وهو أن تكون إحدى اللفظتين موافقة للأخرى، وإن خالفتها معنى. (ما دووم عليه وإن قل) لأن القليل إذا دووم عليه تدوم به الطاعة والذكر والمراقبة والنية والإخلاص والإقبال على الله سبحانه وتعالى، ولأن القليل الدائم إذا جمع يزيد على الكثير المنقطع أضعافًا كثيرة (أثبتوه) أي لازموه وداوموا عليه. ٢١٧ - قولها: (كان عمله ديمة) أي يدوم عليه ولا يقطعه، والديمة: المطر الدائم في سكون.