٤١ - قوله: (العين حق) أي الإصابة بالعين والتضرر بها شيء ثابت محقق. وليس من الأوهام. ٤٢ - قوله: (ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين) هذه مبالغة في إثبات العين وقوة إصابتها، وليس معناه أنه يمكن أن يرد القدر شيء. لأن القدر عبارة عن سابق علم الله. ولا راد لأمره. وإنما جاءت فيه المبالغة لأن حاصله أنه لو فرض أن شيئًا له قوة بحيث يسبق القدر لكان العين، لكنها لا تسبق (وإذا استغسلتم فاغسلوا) فيه أن الاغتسال لذلك كان معلومًا بينهم، فقرره الشارع وبين أنه مفيد للمعيون، وليس من الأوهام. أما صفة الاغتسال فقد وقع في قصة إصابة سهل بن حنيف بعين عامر بن ربيعة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر عامرًا بالاغتسال، فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح، ثم صب ذلك الماء على سهل رجل من خلفه على رأسه وظهره، وكفأ القدح، فراح سهل مع الناس، ليس به بأس. روى ذلك أحمد والنسائي وابن ماجه بألفاظ متقاربة. والمراد بداخلة الإزار الطرف المتدلى. من معقد الإزار. قال ابن القيم في الهدي: كأن أثر تلك العين كشعلة نار وقعت على جسد، ففي الاغتسال إطفاء لتلك الشعلة. ثم لما كانت هذه الكيفية الخبيثة تظهر في المواضع الرقيقة من الجسد لشدة النفوذ فيها، ولا شيء أرق من المغابن، فكان في غسلها إبطال لعملها، ولا سيما أن للأرواح الشيطانية في تلك المواضع اختصاصًا. وفيه أيضًا وصول أثر الغسل إلى القلب من أرق المواضع وأسرعها نفاذًا، فتنطفىء تلك النار التي أثارتها العين بهذا الماء. ٤٣ - (يهودي) وعند البخاري في الطب، في باب هل يستخرج السحر: "رجل من بني زريق حليف ليهود، وكان منافقًا" فأطلق عليه هنا "يهودي" نظرًا إلى ما كان عليه في نفس الأمر، وبنو زريق، بالتصغير، بطن مشهور من الأنصار من الخزرج (لبيد بن الأعصم) وكان أسحر اليهود (أنه يفعل الشيء وما يفعله) يفسره لفظ البخاري في الباب المذكور =