١٧٩ - يفيد هذا الحديث بجمعه مع السابق أن مطلق طعام القليل يكفي الكثير، ولكنه أقصاه الضِعْف، وإذا كفى هذا القدر فكفاية طعام الاثنين للثلاثة بطريق الأولى. ١٨٢ - قوله: (أمعاء) ممدودًا، جمع معى، بكسر الميم مقصورًا منونًا، وهي المصارين، واختلف في معنى الحديث، فقيل: هذا مثل ضرب للمؤمن وزهده في الدنيا، والكافر وحرصه عليها، فكأن المؤمن لتقلله من الدنيا يأكل في معى واحد، والكافر لشدة رغبته فيها واستكثاره منها يأكل في سبعة أمعاء، وقيل: الحديث محمول على ظاهره، وقيل: بل خرج مخرج الغالب، وليست حقيقة العدد مرادة، بل ذكر السبعة للمبالغة في التكثير. ثم المقصود بيان أحوال عامة المؤمنين والكافرين، فقد يوجد في المؤمنين من يأكل كثيرًا، وفي الكافرين من يأكل قليلًا، ولكن الغالب في الفريقين هو ما ذكر في هذا الحديث، وفي الحديث حض للمؤمن على قلة الأكل، لأنه إذا علم أن كثرة الأكل من صفات الكفار ينفر أن يتصف بصفتهم.