١٢٥ - قوله: (في إثر السماء) إثر بالكسر فالسكون وبفتحتين بمعنى بعد، والسماء: المطر، وأما قولهم: (مطرنا بنوء كذا) فالنوء نوع خاص من الكواكب، وهي ثمانية وعشرون نجمًا معروفة المطالع في أزمنة السنة كلها، يسقط - في كل ثلاث عشرة ليلة - منها نجم في المغرب مع طلوع الفجر، ويطلع آخر يقابله في المشرق من ساعته، وكانوا ينسبون المطر - إذا كان - إلى الساقط منهما، وقيل: بل إلى الطالع منهما، ومعنى الحديث: أن من قال مطرنا بنوء كذا معتقدًا أن الكوكب هو الفاعل المدبر المنشىء للمطر، فقد كفر كفرًا سالبًا لأصل الإيمان، مخرجًا عن ملة الإسلام، وأما من قال ذلك معتقدًا أن المطر من الله تعالى وبرحمته، وأن النوء ميقات له وعلامة، اعتبارًا بالعادة، فكأنه قال: مطرنا في وقت كذا، فهذا لا يكفر، ولكنه سلك مسلك الكفار في اختيار شعارهم، فينهى عنه.