١٦٨ - قوله: (لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه) أي ولا يجالسونه، وذلك بعدما دخل في الإسلام وانتقل إلى المدينة، وسببه ما مضى منه من الحروب والعداوة الشديدة لله ولرسوله (عندي أحسن العرب وأجمله، أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها) استشكل هذا جدًّا، لأن أبا سفيان أسلم عند فتح مكة في رمضان سنة ثمان، وانتقل بعد ذلك إلى المدينة في وقت ما، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد تزوج أم حبيبة قبل ذلك في بداية سنة سبع، وكانت تحته - صلى الله عليه وسلم - حين جاءه أبو سفيان في حال كفره، لتجديد عقد صلح الحديبية حين نقضه بنو بكر ومعهم قريش، فلما أراد أن يجلس عندها طوت عنه فراش رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو خبر معروف، فكيف عرضها عليه - صلى الله عليه وسلم - للنكاح، وهي تحته. والظاهر أن أحد الرواة وهم في اسم البنت المعروضة، وفي جواب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن الصواب أن أبا سفيان عرض بنتًا أخرى له على النبي - صلى الله عليه وسلم - لينكحها، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتذر عنه لتحريم الجمع بين الأختين، وعذر أبي سفيان في هذا العرض أنه لم يكن يعلم هذا الحكم الشرعي، كما أن ابنته أم حبيبة لم تعلمه وهي أم المؤمنين وزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قال أبو زميل ... إلخ) قول أبي زميل هذا وتعليله غير مقبولين. لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن ليعطي الإمارة عمومًا لمن طلبها، كما في قصة الرجلين الذين جاءا مع أبي موسى الأشعري، فمنح النبي - صلى الله عليه وسلم - إياها لأبي سفيان دليل على صدقه وإخلاصه فيما طلب. ١٦٩ - قوله: (أحدهما أبو بردة) واسمه عامر (والآخر أبو رهم) بضم الراء وسكون الهاء، واسمه مجدي، بفتح فسكون مع كسر الدال وتشديد الياء (فوافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه) أي وجدناهم مقيمين عنده (حتى قدمنا جميعًا) أي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقدم المقاتلون منهم إلى خيبر، والنبي - صلى الله عليه وسلم - بها، وقدم البقية إلى المدينة (فأسهم لنا) أي=