٣٧٠ - قوله: (تصفق) من التصفيق، وهو ضرب اليد على اليد بحيث ينشأ منه الصوت. وهو غالبًا ما يكون عند التعجب أو الفرح، وقد ورد سبب هذا التصفيق في رواية البخاري عن مسروق، وهو أنه أتى عائشة فقال لها: يا أم المؤمنين! إن رجلًا يبعث بالهدي إلى الكعبة، ويجلس في المصر، فيوصي أن تقلد بدنته، فلا يزال من ذلك اليوم محرمًا حتى يحل الناس، قال: فسمعت تصفيقها من وراء الحجاب، فقالت: لقد كنت أفتل قلائد هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. الحديث. ٣٧١ - قوله: (فقال: اركبها) وعند النسائي عن أنس "وقد جهده المشي" (إنها بدنة) أي هدي من الإبل. اعتذر بذلك ظنًّا منه أنه لا يجوز ركوب البدن مطلقًا (ويلك) كلمة تقال في الأصل لمن وقع في هلكة، لكنها تجري على اللسان من غير قصد لمدلولها. مثل قولهم: "تربت يداك"، "لا أم له"، "لا أب له"، "قاتله الله، ما أشجعه" وأشباه ذلك (في الثانية أو في الثالثة) أي قال كلمة "ويلك" في المرة الثانية، أو في المرة الثالثة. والحديث يدل على جواز ركوب الهدي عند الحاجة سواء كان الهدي واجبًا أو متطوعًا به، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفصل في قوله، ولا استفصل صاحب الهدي عن ذلك، وترك الاستفصال ينزل منزلة العموم في الأقوال، فدل على أن الحكم لا يختلف بذلك. وقد روى أحمد (١/ ١٢١) عن علي أنه سئل: يركب الرجل هديه؟ فقال: لا بأس به، قد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يمر بالرجال يمشون فيأمرهم يركبون هديه، أي هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: ولا تتبعون شيئًا أفضل من سنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم -. ٣٧٢ - في هذا الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - قال "ويلك" في المرات كلها، وفي الحديث السابق أنه قال ذلك في المرة =