٢٢ - قوله: (لا يكدن يذرن شيئًا) أي يتركنه، يريد أنَّها تكون عامة تشمل جميع الناس، وتدخل في كلّ شيء من أمور الدنيا والدين، وذلك حسب قوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: ٢٥] (كرياح الصيف) يعني تمر مرورها، لا تستقر ولا تطول مدتها، بل تأتي وتذهب (فذهب أولئك الرهط كلهم غيري) يعني إنما صرت أعلم الناس بالفتن لأنَّ الصحابة الذين كانوا في ذلك المجلس كلهم قد ماتوا، وبقيت أنا وحدي. ٢٣ - قوله: (ما ترك شيئًا) أي من الفتن المهمة الكبيرة (في مقامه ذلك) متعلق: بقوله "ما ترك" وفي البخاري: خطبنا النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خطبة ما ترك فيها شيئًا إلى قيام الساعة إلَّا ذكره.