٣٧ - قوله: (سويقة) تصغير سوق، والمراد بها العير المذكورة في الرواية الأولى، سميت سوقًا لأنها كانت تسوق البضائع، وتسمى السوق سوقًا لأن البضائع تساق إليها. ٣٨ - قوله: (فابتدرها) أي تسارع إليها. ٣٩ - قوله: (قال: دخل المسجد) أي قال أبو عبيدة: دخل كعب بن عجرة المسجد، ويمكن أن يكون فاعل "قال" كعب بن عجرة، وعبر عن نفسه بصيغة الغائب في قوله: "دخل" (انظروا إلى هذا الخبيث) قال ابن حجر: فيه جواز التغليظ على من ارتكب حرامًا عند من قال به، أو مكروهًا عند غيره، لأن إظهار خلاف ما داوم عليه، عليه الصلاة والسلام، على رؤوس الأشهاد ينبىء عن خبث أي خبث (وقال الله تعالى ... إلخ) حال مقررة لجهة الإنكار، أي كيف يخطب قاعدًا، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب قائمًا بدليل قوله تعالى: {وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة: ١١]. ٤٠ - قوله: (على أعواد منبره) أي على درجاته، وذكره للدلالة على كمال التذكير، وللإشارة إلى اشتهار هذا الحديث (عن ودعهم الجمعات) أي عن تركهم إياها والتخلف عنها تهاونًا من غير عذر، من ودع الشيء يدعه ودعًا إذا تركه (أو ليختمن الله على قلوبهم) أي يطبع عليها ويغطيها بالرين، كناية عن إعدام اللطف وأسباب الخير، يعني ليمنعنهم لطفه وفضله (ثم ليكونن من الغافلين) أي ثم يترقى بهم في الشر إلى هذه المرتبة. لأن من ختم على قلبه بالرين قد يتيقظ للخير في بعض الأوقات بخلاف الغافل عن مولاه، فلا يتفطن للخير أصلًا.