٨٩ - قوله: (عن نبيه) بالتصغير (حتى إذا كنا بملل) بفتح الميم واللام، موضع على بعد واحد وأربعين كيلومترًا من المدينة (اشتكى ... عينيه) أي أصالت عينيه الشكوى يعني المرض (بالروحاء) تقدم أنه على بعد ثلاثة وسبعين كيلومترًا من المدينة (اشتد وجعه) أي مرضه وألمه (أن اضمدهما) بصيغة الأمر من باب ضرب ونصر، أي ضع عليهما يعني حولهما ضماد الصبر، والضماد بالكسر: سحق الدواء وخلطه بمائع، ثم وضعه على العضو المؤوف، والصبر ككتف، بفتح الصاد وكسر الباء. قال في القاموس: ولا يسكن الباء إلا في ضرورة الشعر: عصارة شجر مر. وفي الحديث دليل على جواز تضميد العين وغيرها للمحرم، بالصبر ونحوه مما لا طيب فيه، ويقاس عليه جواز الاكتحال للمحرم عند الحاجة بكحل لا طيب فيه، فإن اكتحل للزينة، لا لأجل حاجة، فقد كرهوه، فإن كان في الضماد أو الكحل طيب قالوا: يجب عليه الفدية. ٩٠ - قوله: (رمدت عينه) من الرمد، وهو خروج الماء من العين مع شيء من التجمد لأجل المرض. ونهى أبان عن الكحل إما على سبيل التورع أو لأجل الكراهة، لأن الذي ثبت عنده مرفوعًا هو التضميد بالصبر. ٩١ - قوله: (بالأبواء) بفتح فسكون ومد، موضع في طريق مكة على بعد ثلاثة وعشرين ميلًا من الجحفة إلى المدينة، وقد تقدم (بين القرنين) تثنية قرن، وهما عمودان من حجارة أو خشب أو آجر أو نحوه يقامان على رأس=