للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ ابْنِ بُحَيْنَةَ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ وَسَطَ رَأْسِهِ».

بَابُ جَوَازِ مُدَاوَاةِ الْمُحْرِمِ عَيْنَيْهِ

(١٢٠٤) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى، عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: «خَرَجْنَا مَعَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِمَلَلٍ اشْتَكَى عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ عَيْنَيْهِ، فَلَمَّا كُنَّا بِالرَّوْحَاءِ اشْتَدَّ وَجَعُهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ يَسْأَلُهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ: أَنِ اضْمِدْهُمَا بِالصَّبِرِ، فَإِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّجُلِ إِذَا اشْتَكَى عَيْنَيْهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ، ضَمَّدَهُمَا بِالصَّبِرِ».

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ،

حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنِي نُبَيْهُ بْنُ وَهْبٍ، «أَنَّ عُمَرَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرٍ رَمِدَتْ عَيْنُهُ، فَأَرَادَ أَنْ يَكْحُلَهَا، فَنَهَاهُ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ وَأَمَرَهُ أَنْ يُضَمِّدَهَا بِالصَّبِرِ، وَحَدَّثَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ».

بَابُ جَوَازِ غَسْلِ الْمُحْرِمِ بَدَنَهُ وَرَأْسَهُ

(١٢٠٥) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ


= مالك، ولذلك يكتب لفظ "ابن" قبل بحينة بالألف (احتجم بطريق مكة، وهو محرم، وسط رأسه) وفي صحيح البخاري عن ابن عباس "في رأسه، من وجع كان به، بماء يقال له لحى جمل" ولحى جمل: موضع وماء في طريق مكة، وهي عقبة الجحفة على سبعة أميال من السقيا إلى جهة مكة، وفي طريق أخرى للبخاري عن ابن عباس تعليقا "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم، وهو محرم، في رأسه، من شقيقة كانت به" والشقيقة على وزن عظيمة: وجع يأخذ في أحد جانبي الرأس أو في مقدمه، ولأبي داود والنسائي عن أنس قال: "احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم، على ظهر القدم من وجع كان به". وفي حديث جابر عند أحمد والنسائي "احتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم، من وثىء كان بوركه أو ظهره" والوثىء بفتح فسكون وآخره همزة، وجع يصيب اللحم، ولا يبلغ العظم، أو وجع يصيب العظم من غير كسر، ويجمع بين هذه الروايات بأن الحجامة تعددت منه - صلى الله عليه وسلم - في إحرام حجة الوداع، ويحتمل أنها كانت مرة في عمرة، ومرة في حجة الوداع.
٨٩ - قوله: (عن نبيه) بالتصغير (حتى إذا كنا بملل) بفتح الميم واللام، موضع على بعد واحد وأربعين كيلومترًا من المدينة (اشتكى ... عينيه) أي أصالت عينيه الشكوى يعني المرض (بالروحاء) تقدم أنه على بعد ثلاثة وسبعين كيلومترًا من المدينة (اشتد وجعه) أي مرضه وألمه (أن اضمدهما) بصيغة الأمر من باب ضرب ونصر، أي ضع عليهما يعني حولهما ضماد الصبر، والضماد بالكسر: سحق الدواء وخلطه بمائع، ثم وضعه على العضو المؤوف، والصبر ككتف، بفتح الصاد وكسر الباء. قال في القاموس: ولا يسكن الباء إلا في ضرورة الشعر: عصارة شجر مر. وفي الحديث دليل على جواز تضميد العين وغيرها للمحرم، بالصبر ونحوه مما لا طيب فيه، ويقاس عليه جواز الاكتحال للمحرم عند الحاجة بكحل لا طيب فيه، فإن اكتحل للزينة، لا لأجل حاجة، فقد كرهوه، فإن كان في الضماد أو الكحل طيب قالوا: يجب عليه الفدية.
٩٠ - قوله: (رمدت عينه) من الرمد، وهو خروج الماء من العين مع شيء من التجمد لأجل المرض. ونهى أبان عن الكحل إما على سبيل التورع أو لأجل الكراهة، لأن الذي ثبت عنده مرفوعًا هو التضميد بالصبر.
٩١ - قوله: (بالأبواء) بفتح فسكون ومد، موضع في طريق مكة على بعد ثلاثة وعشرين ميلًا من الجحفة إلى المدينة، وقد تقدم (بين القرنين) تثنية قرن، وهما عمودان من حجارة أو خشب أو آجر أو نحوه يقامان على رأس=

<<  <  ج: ص:  >  >>