٢٣٢ - قوله: (ورأسه معقوص) أي مضفور مفتول، من عقص الشعر يعقصه - بكسر القاف في المضارع -: ضفره وفتله، ومنه العقيصة، وهي الضفيرة (فجعل يحله) أي ينقضه حتى ينتشر شعره، أراد بذلك أنه إذا كان شعره منشورًا سقط على الأرض عند السجود، فيعطى صاحبه ثواب السجود به، وإذا كان معقوصًا صار في معنى ما لم يسجد، ولذلك شبهه بالمكتوف، وهو المشدود اليدين؛ لأنهما لا يقعان على الأرض في السجود قاله في النهاية - ثم مذهب الجمهور أن النهي مطلقًا لمن صلى كذلك، سواء تعمله للصلاة أم كان قبلها كذلك لا لها، بل لمعنى آخر، وقال الداودي يختص النهي بمن فعل ذلك للصلاة، والمختار الصحيح هو الأول، وهو ظاهر المنقول عن الصحابة وغيرهم، ويدل عليه فعل ابن عباس المذكور هنا. قاله النووي. ٢٣٣ - قوله: (وَلَا يبسط أحدكم ذراعيه) وذلك بأن يضعهما على الأرض، والذراع ما بين الساعد والمرفق: (انبساط الكلب) مصدر من غير باب الفعل، فإن الفعل من المجرد وهذا من المزيد، وهو صحيح، وتقديره: ولا يبسط ذراعيه فينبسط انبساط الكلب، ونظيره قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} [نوح: ١٧] وقوله تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} [آل عمران: ٣٧] قال العلماء: والحكمة في هذا أنه أشبه بالتواضع، وأبلغ في تمكين الجبهة والأنف من الأرض، وأبعد من هيئات الكسالى، فإن المنبسط كشبه الكلب، ويشعر حاله بالتهاون بالصلاة وقلة الاعتناء بها والإقبال عليها، والله أعلم.