للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَيْنُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ، وَإِنِ اشْتَكَى رَأْسُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ.»

(٠٠٠) حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ.

بَابُ النَّهْيِ عَنِ السِّبَابِ

(٢٥٨٧) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنُونَ ابْنَ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمُسْتَبَّانِ مَا قَالَا فَعَلَى الْبَادِئِ مَا لَمْ يَعْتَدِ الْمَظْلُومُ.»

بَابُ اسْتِحْبَابِ الْعَفْوِ وَالتَّوَاضُعِ

(٢٥٨٨) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ.»

بَابُ تَحْرِيمِ الْغِيبَةِ

(٢٥٨٩) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟ قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ.»

بَابُ بِشَارَةِ مَنْ سَتَرَ اللهُ تَعَالَى عَيْبَهُ فِي الدُّنْيَا بِأَنْ يَسْتُرَ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ


٦٨ - قوله: (المستبان) هما اللذان يتخاصمان فيسب كل واحد منهما الآخر، والسب هو الشتم، وهو نسبة الإنسان إلى عيب، أو قول القبيح له أو فيه (فعلى البادئ) يعني يقع إثم قولهما جميعًا على الذي بدأ بالسب (ما لم يعتد المظلوم) أي ما لم يجاوز المظلوم قدر الانتصار، فيقول للبادئ أكثر مما قاله له.
٦٩ - قوله: (ما نقصت صدقة من مال) لأن ما نقص بالصدقة يخلفه الله ببدل من عنده. قال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: ٣٩] ولأن ما يبقى بعد الصدقة يبارك الله فيه حتى يقوم القليل مقام الكثير، فينجبر النقص الظاهر بالبركة الخفية، يضاف إلى ذلك الأجر المرتب على الصدقة في الدنيا من احترام الناس وإكرامهم وتقديرهم للمتصدق، والذي يترتب في الآخرة من الأضعاف المضاعفة في الثواب، فالصدقة بجنب كل هذا الكسب كأنها ليست بشيء، وأن العائد أكثرُ مما أنفق وتصدق (إلا عزًّا) لأن من عفا وتجاوز ساد وعظم في عين الجاني خاصة وفي أعين الناس كلهم عامة، ثم يكرمه الله بعفوه وتجاوزه في الآخرة (إلا رفعه الله) فهو في عين نفسه صغير، وفي أعين الناس كبير.
٧٠ - قوله: (ذكرك أخاك بما يكره) وإنما يكره الرجل أن يذكر بالذنوب والآثام والخصال المذمومة، فالغيبة أن يذكر أحد أحدًا بالخصال والأفعال المذمومة، ولا يكون ذلك في وجهه، بل في غيبته (فقد بهته) صيغة خطاب من البهتان، وهو ذكر أحد بعيب ليس فيه، وهو أشد من الغيبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>