٢٧ - قوله: (راشه الله) أي أعطاه، والريش والرياش: المال (لم أبتهر) أي لَمْ أقدم خيرًا ولم أدخر، وهو بالهاء، وأصله "لَمْ أبتئر" بالهمزة، فأبدلت الهمزة هاء، وأصله من البئيرة بمعنى الذخيرة والخبيئة، ومنه البئر (وإن الله يقدر علي أن يعذبني) هذه الفقرة رويت من وجهين: الأول "إن الله يقدر عليّ يعذبني" أي "بإن" الشرطية في البداية، وبحذف "أن" قبل "يعذبني" وهذا مطابق تمامًا لما سبق من استبعاده قدرة الله عليه بعد السحق والذرو، والوجه الثاني بإثبات "أن" في الموضعين على أنَّ الأولى مشددة النون للإثبات والتحقيق، وظاهره يخالف ما سبق، لأنَّ هذا يفيد اليقين بقدرة الله عليه، وقد وجه بأن مراده أنكم إن دفنتموني على الهيئة التي أموت عليها فإن الله يقدر على أنَّ يعذبني (فما تلافاه غيرها) أي فما تداركه غير المغفرة، يعني فغفر له. ٢٨ - قوله: (رغسه الله) أي وسع عليه في ماله وولده، قيل: رغس كلّ شيء أصله، فكأنه قال: جعل له أصلًا من مال (ما امتأر، بالميم) بدل الباء، وهو بمعنى ما ابتأر، أي ما ادخر.