٦٨ - قوله: (صلى على قبر بعد ما دفن) قيل: اسم صاحب هذا القبر طلحة بن البراء بن عمير البلوي، حليف الأنصار، صحابي لقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو غلام، فجعل يلصق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقبل قدميه، ويقول: مرني بما أحببت يا رسول الله! فلا أعصي لك أمرًا، فسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعجب به، ثم مرض ومات، وقد توفي ليلًا فقال: ادفنوني وألحقوني بربي، ولا تدعو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإني أخاف عليه اليهود، وأن يصاب في سببي، فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أصبح، فجاء حتى وقف على قبره، وصف الناس معه، فصلى عليه ودعا له (قبر رطب) أي جديد، وترابه رطب بعد، لم تطل مدته حتى ييبس. وفي الحديث دليل على صحة الصلاة على القبر بعد دفن الميت سواء أصلي عليه قبل الدفن أم لا، وبه قال أكثر أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم. وإليه ذهب الأوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق وابن وهب وداود وسائر أصحاب الحديث. وقال النخعي والثوري ومالك وأبو حنيفة: لا تعاد الصلاة على الميت إلا لولي إذا كان غائبًا، ولا يصلى على القبر إلا كذلك. وعنهم إن دفن قبل أن يصلى عليه شرع الصلاة عليه وإلا فلا. وهذا =