للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَةَ بْنَ أَبِي لُبَابَةَ يُحَدِّثُ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «قَالَ أُبَيٌّ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ: وَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُهَا قَالَ شُعْبَةُ: وَأَكْبَرُ عِلْمِي هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِيَامِهَا هِيَ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ» وَإِنَّمَا شَكَّ شُعْبَةُ فِي هَذَا الْحَرْفِ هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي بِهَا صَاحِبٌ لِي عَنْهُ.

(١١٧٠) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ - وَهُوَ الْفَزَارِيُّ - عَنْ يَزِيدَ - وَهُوَ ابْنُ كَيْسَانَ -، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَذْكُرُ حِينَ طَلَعَ الْقَمَرُ، وَهُوَ مِثْلُ شِقِّ جَفْنَةٍ».

كِتَابُ الِاعْتِكَافِ.

بَابُ اعْتِكَافِ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ

(١١٧١) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُوسَى بْنِ


= يعتمدوا على عبادة ليلة واحدة، فإنهم إذا علموها بعينها لا يقومون إلا فيها، ويتركون قيام سائر الليالي. فيفوت حكمة الإبهام الذي نسي بسببها النبي عليه الصلاة والسلام (ثم حلف لا يستثني) أي حلف حلفًا جازمًا من غير أن يقول عقيبه: إن شاء الله تعالى (أنها تطلع يومئذ) أي أن الشَّمس تطلع في صبح ليلة القدر (لا شعاع لها) وفي رواية: كأنها طست حتى ترتفع. والشعاع: ما يرى من ضوء الشَّمس مثل الحبال والقضبان متجهة إليك إذا نظرت. قيل: سبب ذلك كثرة اختلاف الملائكة وترددها وصعودها إلى السماء في الصبح، فكأنها سترت بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشَّمس وشعاعها. ووجه الاستدلال أنه رأى الشَّمس طلعت كذلك صبيحة ليلة سبع وعشرين. وفي هذا الاستدلال نظر من وجهين: الأول، أنه ظني وليس بقطعي مستند إلى قول صاحب الشريعة. الثاني، أن وجود هذه الإمارة ووقوع ليلة القدر في تلك الليلة في سنة من السنوات لا يستلزم وقوعها في تلك الليلة في كل سنة، إذ الصحيح أنها تتقدم وتتأخر، وتنتقل من ليلة إلى أخرى في وتر العشر الأواخر.
٢٢٢ - قوله: (وهو مثل شق جفنة) الشق بكسر الشين: نصف الشيء، والجفنة معروفة، فشق الجفنة يكون نصف الدائرة، والقمر يكون في نصفه الحقيقي في الليلة الحادية والعشرين، ثم يكون قريبًا منه في الليلة الثالثة والعشرين، فإذا تجاوز عنها إلى الليلة الرابعة والعشرين لا يبدو إلا ربع القمر فإذا جاوزها يعود هلالًا، حتى يعود في الليلة السابعة والعشرين هلالًا دقيقًا كالعرجون القديم. وهذا مشاهد لكل ذي عينين، وقد أخطأ خطأ فاحشًا من ظن أن القمر إنما يكون مثل شق الجفنة في أواخر الشهر، وبنى عليه أن ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين. فإن القمر في هذه الليلة يكون مثل الهلال لا مثل شق الجفنة. فتنبه.
(كتاب الاعتكاف) هو في اللغة لزوم الشيء، وحبس النفس عليه، والإقامة والإقبال عليه، واللبث والمكث مطلقًا، أي في أي موضع كان، وفي الشرع: الاحتباس في المسجد على سبيل القربة. وهو مندوب إليه بالشرع، واجب بالنذر، واختلف في اعتكاف رمضان فقيل: سنة مؤكدة، وقيل: مستحب، والصحيح أنها سنة مؤكدة على سبيل الكفاية. فإذا كان في غير رمضان فهو مستحب.
١ - قوله: (كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان) قال السندي: يمكن أن يكون ذلك بعدما أرى ليلة =

<<  <  ج: ص:  >  >>