١٤ - قوله: (ولا يقل العبد: ربي) لأن حقيقة الربوبية لله تعالى، لأن الرب هو المالك والقائم بالشيء، ولا توجد حقيقة ذلك إلا لله تعالى، أما الإنسان فهو مربوب متعبد، فكره له المضاهاة في الاسم، قالوا: فما لا تعبد عليه من سائر الحيوانات والجمادات فلا يكره إطلاق ذلك عليه مع الإضافة، مثل أن يقول: رب الدار ورب الثوب. ثم النهي في هذا الحديث للتنزيه، إذ ورد إطلاق الرب مضافة إلى الإنسان في الكتاب والسنة، مثل قوله تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} [يوسف: ٤٢] وقوله: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} [يوسف: ٥٠] وقوله عليه الصلاة والسلام في أشراط الساعة: "أن تلد الأمة ربها". نعم إطلاق الرب بلا إضافة يختص بالله تعالى. ( ... ) قوله: (ولا يقل العبد لسيده: مولاي) اختلف الرواة على الأعمش - كما ترى - في إثبات هذه الزيادة وحذفها، قال القاضي عياض: وحذفها أولى. وقال القرطبي: المشهور حذفها. ويؤيدهما أن في الحديث التالي عند المصنف - ورواه البخاري في العتق [ح ٢٥٥٢]-: "وليقل: سيدي ومولاي". والمولى له معان متعددة، حتى أنه يطلق على الأعلى والأسفل. ١٦ - قوله: (لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي ... إلخ) الفرق بين الخبث واللقس أن الخبث يطلق على الباطل في الاعتقاد، والكذب في المقال، والقبيح في الفعال، وعلى النتن والحرام أي يطلق على الصفات المذمومة القولية =