١٩ - قوله: (زوى لي الأرض) أي جمعها وضم بعضها إلى بعض حتى صارت، صغيرة أنظر إلى مشارقها ومغاربها (وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض) أي الذهب والفضة. قال في النهاية: فالأحمر ملك الشام، والأبيض ملك فارس، وإنما قال لفارس الأبيض لبياض ألوانهم، ولأن الغالب على أموالهم الفضة، كما أن الغالب على ألوان أهل الشام الحمرة، وعلى أموالهم الذهب. انتهى. قلت: ويتضح هذا المراد من حديث رواه النسائي عن رجل من الصحابة، وأحمد قال: لما كان يوم الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة لا تأخذها المعاول، فاشتكينا ذلك لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فجاء وأخذ المعول فقال: بسم الله، ثم ضرب ضربة، وقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأنظر قصورها الحمر الساعة، ثم ضرب الثانية فقطع آخر، فقال: الله أكبر أعطيت فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض الآن. الحديث (بسنة عامة) أي بقحط وجدب يعم جميع الأمة، ولا ينافيه وجود القحط والجدب أحيانًا في بعض المناطق دون بعض (فيستبيح بيضتهم) أي يقضي عليهم ويستأصل شأفتهم، ومعناه أن العدو ربما يغلب على بعض بلاد المسلمين لكن لا يستطيع الغلبة والقضاء عليهم في جميع الأرض (بأقطارها) أي بأطراف الأرض كلها.